يا لَحَظاتٍ للفِتَنْ – ابن سهل الأندلسي
يا لَحَظاتٍ للفِتَنْ … في كَرّها أوفى نَصِيبْ
ترمي وكلي مقتلُ … و كلها سهمٌ مصيبْ
النصحُ للاَّحي مباحْ … أما قبولهُ فلا
علقتها وجهَ صباحْ … رِيقَ طِلاٍ عيني طَلا
كالظبيِ ثغره أقاحْ … ممّا ارتَعَاهُ بالفَلا
يا ظبيُ خذْ قلبي وطنْ … فأنتَ في الإنسِ غريبْ
و ارتعْ فدمعي سلسلُ … ومهجتي مَرعًى خَصيبْ
بَينَ اللَّمَى والحَوَرِ … منها الحياة ُ والأجلْ
سَقَتْ رياضُ الخَفَرِ … في خدها وردَ الخجلْ
غرَسْتُهُ بالنّظرِ … و أجتنيه بالأملْ
في لحظه الساجي وسنْ … أسْهَرَ أجفانَ الكئيبْ
والرِّدفُ فِيهِ ثِقَلُ … خَفَّ له عَقلُ اللبيبْ
أهدتْ إلى حرّ العتابْ … بردَ اللمى وقد وقدْ
فلوْ لثمتها لذابْ … بزَفرتي ذاكَ البَرَدْ
ثمَّ لوتْ جيدَ كعابْ … ما حليهُ إلاَّ الغيدْ
في نَزعة ِ الظبيِ الأغَنّ … وهزَّة ِ الغُصنِ الرَّطِيبْ
يجري لدَمعي جدولُ … فينثَني مِنها قَضيبْ
أأنتِ حورا أرسلكْ … رِضْوانُ صَدْقاً للخَبرْ
قطعتِ القلوبُ لكْ … وقِيلَ: ما هذي بَشَرْ
أُمُّ الصَّفا مُضنًى هَلَكْ … من النوى أمَّ الكدرْ
حبي تزكيه المحنْ … أمرُ الهوَى أمرٌ عجيبْ
كأنَّ عِشقِي مَندَلُ … زادَ بنارِ طيبْ
أغربتِ في الحسنِ البديعْ … فصارَ دمعي مغربا
شملُ الهوى عندي جميعْ … و أدمعي أيدي سبا
فاستمعي عبداً مطيعْ … غنى لتعصي الرقبا :
هذا الرقيبُ ما اسواه بظنْ … اشْ لو كانْ الانسانْ مريبْ
يا مَوْلَتي قُمْ نعملُو … ذاكَ الذي ظَنْ الرَّقيبْ