يطيبُ لقلبي أن يطولَ غرامهُ – بهاء الدين زهير

يطيبُ لقلبي أن يطولَ غرامهُ … وَأيْسَرُ ما ألْقاهُ منهُ حِمامُهُ

وأعجبُ منهُ كيفَ يقنعُ بالمنى … ويرضيهِ من طيفِ الحبيبِ لمامهُ

تَعَشّقْتُهُ حُلْوَ الشّمائِلِ أهْيَفاً … يحركُ شجوَ العاشقينَ قوامهُ

وهمتُ بطرفٍ فاتنٍ منهُ فاترٍ … لِبَابِلَ مِنْهُ سِحرُهُ وَمُدامُهُ

فَما الغُصْنُ إلاّ ما حوَتْهُ بُرُودُهُ … وَما البَدْرُ إلاّ ما حَواهُ لِثَامُهُ

أغارُ إذا ما راحَ ريانَ عاطراً … أرَاكُ الحِمى من ريقِهِ وبشَامُهُ

وأرتاعُ للبرقِ الذي منْ ديارهِ … فيَحسِبُ طَرْفي أنّ ذاك ابتسامُهُ

وَأستَنشِقُ الأرْواحَ من كلّ وُجهة ٍ … فأعْلَمُ في أيّ الجِهاتِ خِيامُهُ

خذوا لي منَ البدرِ الذمامَ فإنهُ … أخوهُ لعليّ نافعٌ لي ذمامهُ

إلى العادِلِ المأمونِ للدّهرِ إن سطَا … بهِ يتجلى ظلمهُ وظلامهُ

إلى مَلِكٍ في العَينِ يَملأ سَرْحَة ً … وَيَمْلأ آفاقَ البِلادِ اهتمامُهُ

أخو يقظاتٍ ليسَ يعرفُ طرفه … غراراً سوى ما يحتويهِ حسامهُ

يُقَصّرُ عَنهُ المَدحُ من كلّ مادحٍ … ولوْ كانَ من زهرِ النجوم نظامهُ

فيا مَلِكَ العَصرِ الذي ليسَ غيرُهُ … يُرَجّى ويُخشَى عَفْوُهُ وانتِقامُهُ

تقدمَ ذكرُ الجودِ قبلك في الورى … وأصبحَ من ذكراكَ مسكاً ختامهُ

أمنتُ بلقياكَ الزمانَ صروفهُ … فغَيري مَن يُخشَى عليه اهتِضامُهُ

وَأصبَحتُ من كلّ الخطوبِ مسلَّماً … علَيكَ من الله الكَريمِ سَلامُهُ