تَمَلّيْتَهُ يا لابِسَ العِزّ مَلْبَسا – بهاء الدين زهير

تَمَلّيْتَهُ يا لابِسَ العِزّ مَلْبَسا … وهنئتهُ يا غارسَ الجودِ مغرسا

قَدِمْتَ قُدومَ الغَيْثِ للأرْضِ إنّها … بهِ أشرَقَتْ حُسناً وطابَتْ تَنَفُّسَا

علَوْتَ بَني الأيّامِ إذْ كنتَ فيهِمُ … إذا ذكروا أسمى وأسنى وأرأسا

زعيمُ بني اللمطيَّ في البأسِ والندى … مكَرَّمُها المأمُولُ في الدّهرِ إنْ قَسَا

غَمَامٌ هَمَى بَحرٌ طَمَى قَمَرٌ أضَا … حُسامٌ مَضَى لَيثٌ قَسا جبلٌ رَسَا

وحاشاهُ إني غالطٌ حينَ قستهُ … وَذاكَ قِياسٌ تَرْكُهُ كانَ أقيَسَا

إذا فعلَ الأقوامُ نوعاً من الندى … تنوعَ فيه جودهُ وتجنسا

وإنْ بدأ النعمى تلاها بمثلها … فتَزدادُ حُسناً كالقَريضِ مُجَنَّسَا

تَحُلّ بهِ الشُّمُّ العَرانِينُ في العُلا … فتلقاهمُ من هيبة ٍ منهُ نكسا

بهِ أصْبَحَتْ تَيمٌ إذا هيَ فاخَرَتْ … أعَزَّ قَبيلٍ في الأنَامِ وَأنْفَسَا

أجلُّ الورى قدراً وأكرمُ شيمة ً … وأكثرُ معروفاً وأكبرُ أنفسا

إذا بخَسَ الجُهّالُ قَدرَ فَضِيلَة ٍ … فلَيسُوا بها بالجاهِلِينَ فيُبْخَسَا

همُ القوْمُ يَلقونَ الخُطوبَ إذا عرَتْ … بكلّ كَميٍّ في الخُطوبِ تَمَرّسَا

إذا أوقدتْ للحربِ نارٌ أو القرى … تَوَهّمْتَهُ مِنْ عِشقِها مُتَمَجِّسَا

يَبينُ لَهُ الأمْرُ الخَفيُّ فِراسَة ً … ويعنو لهُ الطرفُ العصيّ تفرسا

إذا صالَ أضْحَى أفرَسُ القومِ أميَلاً … وَإنْ قالَ أضْحى أفصَحُ القوْمِ أخرَسَا

أمولايَ لا زالتْ معاليكَ غضة ً … وَأغصانُها رَيّانَة ً منكَ مُيَّسَا

سما بكَ مَجدَ الدّينِ مَجدٌ وَمحْتِدٌ … وعرضٌ نهاهُ الدينُ أنْ يتدنسا

لقد شرفتْ منهُ الصعيدُ ولا ية ً … فأصبحَ واديهِ به قد تقدسا

بلادٌ بلُقياكَ استَقامَتْ نُجُومُها … فصرنَ سعوداً بعد ما كنّ نحسا

ستندى وقد وافى وفاكَ ربوعها … وَإنْ عُهِدَتْ مُغبرّة َ الجَوّ يُبَّسَا

ورُبّ قَوَافٍ قد طوَيتُ برُودَهَا … فلمْ أرضَ أن تغدو لغيركَ ملبسا

أقمنَ حَبيساتٍ كحَبسِكَ مَن جنى … على أنها لمْ تجنِ يوماً فتحبسا

فها هيَ كالوَحشِيِّ من طولِ حَبسِها … عَساها ببِرٍّ منكَ أنْ تَتَأنّسا

وَإنْ قَصّرَتْ عن بَعضِ ما تَستَحِقّه … فمثلكَ منْ أولى الجميلَ لمن أسا

كذا المنهل المورودُ في مستقرهِ … إذا عدمَ الورادَ لنْ يتنجسا

سيرضيكَ منها ما يزيدُ على الرضا … ويستعبدُ ابن العبدِ والمتلمسا

وهبنيَ أعطيتُ البلاغة َ كلها … فما قدرُ مدحي في علاكَ وما عسى