يذكرني فاتكا حلمه – المتنبي

يُذكّرُني فاتِكاً حِلْمُهُ … وَشَيْءٌ مِنَ النّدّ فيهِ اسمُهُ

وَلَسْتُ بِنَاسٍ وَلَكِنّني … يُجَدّدُ لي رِيحَهُ شَمُّهُ

وَأيَّ فَتىً سَلَبَتْني المَنُو … نُ لم تَدْرِ ما وَلَدَتْ أُمُّهُ

وَلا مَا تَضُمّ إلى صَدْرِهَا … وَلَوْ عَلِمَتْ هالَهَا ضَمُّهُ

بمِصْرَ مُلُوكٌ لَهُمْ مَالُهُ … وَلَكِنّهُمْ مَا لَهُمْ هَمُّهُ

فأجْوَدُ منْ جُودِهِمْ بُخلُهُ … وَأحْمَدُ مِنْ حَمْدِهِمْ ذَمُّهُ

وَأشرَفُ مِنْ عَيْشِهِمْ مَوْتُهُ … وَأنْفَعُ مِنْ وَجْدِهِمْ عُدْمُهُ

وَإنّ مَنِيّتَهُ عِنْدَهُ … لَكالخَمْرِ سُقّيَهُ كَرْمُهُ

فذاكَ الذي عَبَّهُ مَاؤهُ … وَذاكَ الذي ذاقَهُ طَعْمُهُ

وَمَن ضاقَتِ الأرْضُ عَنْ نَفسه … حَرًى أن يَضِيقَ بها جِسمُهُ