يا نسيمَ الصَّبا متى جُزتَ نجدا – ابن معصوم المدني

يا نسيمَ الصَّبا متى جُزتَ نجدا … فلقد هجت لي غراماً ووجدا

عَمْرَكَ اللَّه هل مررتَ سُحيراً … بزرُودٍ فزدتَ طيباً وبَردا

أم بليلى عرجت ليلاً فقبلـ … ـت ثغيراً منها وعانقت قدا

أم تنسَّمتَ نفحة ً من ثَراها … حيث جرَّتْ مُختالة ً فيه بُرْدا

إن عهدي بغيد وجرة يسحبـ … ـن بروداً تضوع مسكاً وندا

كلُّ غرَّاءَ لا تَرى البدرَ مِثْلاً … لسَناها ولا الغَزالة َ نِدَّا

نشرت من دجى الغياهب فرعاً … وتحلَّت زُهرَ الكواكب عِقْدا

يا رَعى اللَّهُ بالحِمى عصرَ أنسٍ … عشت فيه حيناً من الدهر رغدا

حيث روضُ الشَّباب غضٌّ نضيرٌ … وغصونُ الصِّبا ترفُّ وتَندى

وزماني ذاك الزمانُ المُهَنَّى … وحبيبي ذاك الحبيب المفدى