وافاك نشوان المعاطف ناشي – ابن معصوم المدني

وافاك نشوان المعاطف ناشي … في الحسن مسكي الأديم نجاشي

وسرى إليك مع الهوى متأنساً … من غير ما فَرَقٍ ولا استِيحاشِ

وأتاك في جنح الظلام تحرجاً … من أن يسايرَ ظلَّه ويُماشي

والأفق قد نظم النجوم قلائداً … وكسا الدُّجى بُرْداً رقيق حواشِ

في ليلة ٍ بسَنى الوصال مُنيرة ٌ … حسَدَ الصباحُ لها الظلامَ الغاشي

قَصُرتْ ورقَّ أديمُها حتَّى لقد … أربت نواشيها على الأغباش

أسررت زورته ولولا نشره … ما كان سرٌ للنَّسائِم فاشِ

حتى إذا طاب اللقاء وسكنت … أنفاسُهُ نفسي وروعة َ جاشي

وسَّدتُه زَندي وأفرشَ زندَه … خدي وبتنا في ألذ معاش

لولا خفوقُ جَوانحي لفرشتُها … لمبيته وطويتُ عنه فِراشي

وغدا يعاتبني عتاباً زانه … دلٌ بلا هجرٍ ولا إفحاش

ورشفتُ من فيه البَرودُ سُلافة ً … أروت بنشوتها غليل عطاشي

وبدا الصباح فقام ينقض ذيله … أسفاً ويجهش أيما إجهاش

ودعته والدمع من جفني ومن … جَفنَيه يَمزجُ وابلاً برشاشِ

ما كان أشرقَ ضَوءها من ليلة ٍ … حضر الحبيبُ بها وغابَ الواشي