يا ناق شطت دراهم فحني – أسامة بن منقذ
يا ناق شطت دراهم فحني … وأعلني الوجد الذي تجني
ما أرزمت وهناً لفقد إلفها … إلاَّ رَمتْ جَوارِحى بوَهْن
تذكَّرتْ أُلاَّفَها، فَهَيَّجَتْ … لاَعِجَ شَوقِي، وذَكَرْتُ خِدْنِي
أبِكي اشتياقاً، وتَحِنُّ وحشة ً … فَقد شَجانِي حُزنُها وحُزنِي
حَسْبُكَ قَد طالَ الحنينُ والأَسَى … وما رأى طول الحنين يغني
ولا تَملِّى مِنْ مَسيرٍ وَسُرى ً … في مَهْمَهٍ سَهلٍ ووعْرٍ حَزْنِ
حتى تناخي تحت بانات الحمى … سقى الحمى والبان صوب المزن
أهوى الحمى وأهله وبانه … وإن نأيت وتناءوا عني
شطوا وشطت بي داري عنهم … وهُم إلى قَلبَي أدنَى منِّي
لم يذكروا لي قط إلا امتلات … بالدَّمعِ أجفانِي، وقَالتْ: قَطْنِي
وهم أعز إن نأوا وإن دنوا … مما حوى خلبي وضم جفني
نَفسي فِداءُ من أَوَرِّى بالحِمَى … والبَانِ عن أسْمَائِهمْ وأَكْنِي
هُمُ، إذا قُلتُ: سقَى أرضَ الحِمَى … وبَانَه صوبُ الحَيا، مَن أَعني
ضَنًّا بِهم عن أَن يطور ذكْرهُم … بمَسْمَعٍ، وَهُمْ مكانُ الضَّنِّ
أحببتهم من قبل ينجاب دجى … فودي عن الصبح ويذوي غصني
حبًّا جَرَى مَجرى الحياة ِ من دَمى … أصَمَّ عن كلِّ نَصيحٍ أُذنِى
فلو تَعَّوّضتُ بهم عَصْرَ الصِّبَا … لبان في صفقة بيعي غبني
فَارقتُهم أشْغَفَ ما كنتُ بِهِم … وعدت قد أدمت بناني سني
ألزم كفي فؤاداًً ماله … من بَعدِهم رَوْحٌ سوَى التمنّي
لكنَّني أَدعُو لجمِع شَمْلِنا … مُسيِّرَ الشُّهبِ، ومُجرى السُّفْن