يا من جَلا بقدومِهِ – سبط ابن التعاويذي

يا من جَلا بقدومِهِ … الْمَيْمُونِ عَنْ عَيْنِي قَذَاهَا

وَأَعَادَ لَمَّا عَادَ أَ … يامَ السرورِ كما بَداها

ـوَّحْ نَبْتُهَا … وَدَجَى ضُحَاهَا

مُذْ غِبتَ ما أَنِستْ إلى … غُمْضٍ ولا طعِمَتْ كَراها

وتَوحَّشَتْ بغداذُ لي … لمّا بعِدْتَ وجانِباها

أمسَتْ وقدْ ودَّعتَها … عُطْلاً فلا عدِمَتْ حُلاها

عَمِيَتْ مَطَالِعُهَا فَعُدْ … تَ وَنُورُ وَجْهِكَ قَدْ جَلاَهَا

أَلْيَوْمَ أَصْبَحَ مُؤْنِقاً … بكَ جَوُّها عَبِقاً ثَراها

يَا مَنْ لَهُ كَفٌّ تَعَـ … بِغُ ظِلِّهَا وَحَلاَ جَنَاهَا

واخْضرَّ يابسُ عُودِها … بنَداكَ واخْضلَّتْ رُباها

كَادَتْ تَمُورُ وَقَدْ عَرَا … ها من فِراقِكَ ما عراها

لكِنْ تَذَاكَرَهَا بَهَا … ءُ الدينِ فاشتدَّتْ قُواها

ذادَ الرَّدى عن ذَودِها … وَحَمَى بِسَطْوَتِهِ حِمَاهَا

كَفْوءٌ إذَا نِيطَتْ مُلِمَّا … تُ الأُمُورِ بِهِ كَفَاهَا

قلّدْتَهُ عَضْباً إذا … مَسَّ الخطوبَ بهِ بَراها

بِعَزِيمَة ٍ كَالنَّجْمِ لَمْ … تَتَعَدَّ في شَبَهٍ أَباها

مُتَقَيِّلاً لكَ لا يزا … لُ بوجهِهِ لكَ الاتِّجاها

يا دَوحة َ المجدِ الذي … شرَفُ المُظفَّرِ مُنتهاها

وعِصابة ُ المُلكِ التي … اختارَ الخليفة ُ وارْتضاها

أَلطاعِنو ثَغرِ العِدى … وَالْحَرْبُ قَدْ دَارَتْ رَحَاهَا

تشكو السيوفُ إليهمِ … قِصَراً فيُشْكيها خُطاها

بمحمّدٍ شادَتْ قَوا … عِدُ مَجْدِهَا وَعَلاَ بِنَاهَا

ملِكٌ إذا الأيامُ رَ … ثَّ جَدِيدُ رَوْنَقِهَا كَسَاهَا

أَفْنَى خَزَائِنَ مَالِهِ … وَشَرَى الْمَحَامِدَ فَکقْتَنَاهَا

راضَ الأمورَ فأصبحَتْ … طَوْعَ الأَزِمَّة ِ وَکمْتَطَاهَا

يُفني المَدى جَرْياً إذا … ما الخيلُ أَفناها مَداها

يا من لهُ كَفٌّ تَعلَّمَتِ السحائبُ من سَخاها … ِبُ مِنْ سَخَاهَا

تَنْهَلُّ مُغْدِقَة ً عَلَى … مَا حَادَ عَنْ نَهْجِ السَّبِيـ

لكَ في القلوبِ مَحبّة ٌ … ثَبَتَتْ فَلَمْ تُنْكَثْ قُوَاهَا

حتى كأنّكَ من ضَما … ئِرِها خُلقْتَ ومن هَواها

وَكَأَنَّمَا جَبَلَ الْقُلُو … بَ عَلَى وِدَادِكَ مَنْ بَرَاهَا