يا خيرَ مُنتصِرٍ لخيرِ إمامِ – سبط ابن التعاويذي

يا خيرَ مُنتصِرٍ لخيرِ إمامِ … حَقًّا دُعِيتَ بِنَاصِرِ الإسْلاَمِ

حكَّمتَ حَدَّ البِيضِ في أعدائِهِ … وَالْمَشْرَفِيَّة ُ أَعْدَلُ الْحُكَّامِ

وَنِصَرْتَ دِينَ اللَّهِ نَصْرَ مُؤَيَّدِ کلْ … آرَاءِ فِي نَقْضٍ وَفِي إبْرَامِ

ووقفتَ أكرمَ موقِفٍ شهِدتْهُ أملاكُ السماءِ وقُمتَ خيرَ مَقامِ … ـلاَكُ السَّمَاءِ وَقُمْتَ خَيْرَ مَقَامِ

دافعْتَ عنه فكنتَ أمْلَكَ ذائِدٍ … يَحْمِي حَقِيقَتَهُ وَخَيْرَ مُحَامِي

ـتَرَكَ الْفَوَارِسُ وَثْبَة ُ الضِّرْغَامِ … غَلَّ الكُماة َ وكلِّ أبيضَ دامي

بِرِقَاقِ بِيضٍ فِي الدِّمَاءِ نَوَاهِلٍ … وعِتاقِ جُرْدٍ في الشَّكيمِ صِيامِ

جَهِلُوا الْقِرَاعَ لَدَى الْوَغَا فَتَعَلَّمُوا … من غربِ سيفِكَ كيفَ ضربُ الهامِ

قُذِفوا بشُهْبٍ من سُطاكَ ثَواقبٍ … شَبَّتْ عليهمْ من وَرا وأمامِ

فَدِيَارُهُمْ وَقُلُوبُهُمْ لِلنَّارِ فِي … أَرْجَائِهَا وَالْخَوْفِ أَيُّ ضِرَامِ

لَوْلاَ عِمَادُ الدِّينِ لَمْ تَظْفَرْ يَدٌ … من حربِهمْ ونِزالِهمْ بمَرامِ

أضْحَوْا وقد غدرَتْ بهمْ أيامُهمْ … غيراً وتلكَ سَجيّة ُ الأيامِ

فَكَأَنَّمَا كَانُوا لِوَشْكِ زَوَالِهَا … أَضْغَاثَ أَحْلاَمٍ وَطَيْفَ مَنَامِ

كانوا ملوكاً بالعراقِ فأصبحوا … لمّا بغَوْا نُزَلاءَ أهلِ الشامِ

غادرْتَهمْ ممّا ملأْتَ قلوبَهمْ … فَرَقاً يَرَوْنَ ظُبَاكَ فِي الأَحْلاَمِ

طَلَبُوا ذِمَاماً مِنْكَ لَمَّا سُمْتَهُمْ … سُوءَ الْعَذَابِ وَلاَتَ حِينَ ذِمَامِ

ورمَيْتَ جيشَهمُ اللُّهَامَ بعسكرٍ … مَجْرٍ وَجَيْشٍ مِنْ سُطَاكَ لُهَامِ

ووَسَمْتَهُمْ بالعارِ يومَ لقِيتَهمْ … زَحْفاً بِشُمْسٍ كَالشُّمُوسِ وِسَامِ

مِنْ كُلِّ مَنْ لَوْ كَانَ يُنْصِفُ لاكْتَفَى … بلِحاظِهِ من ذابلٍ وحُسامِ

يُصْمِي الرَّمِيَّة َ رَاشِقاً مِنْ كَفِّهِ … طَوْراً وَمِنْ أَجْفَانِهِ بِسِهَامِ

قومٌ إذا اعتقَلوا أنابيبَ القَنا … لِوَغًى حَسِبْتَ الأُسْدَ فِي آجَامِ

غُلْبٌ ولكنْ في المَغافِرِ منهمُ … حَدَقُ المها وسوالفُ الآرامِ

هذا يَكُرُّ بذابلٍ من قدِّهِ … لَدْنٍ وهذا باللواحِظِ رامِ

فهُمُ إذا ركِبوا أُسودُ خَفِيّة ٍ … وَإذَا کنْتَدَوْا كَانُوا بُدُورَ تَمَامِ

لولا التَّقِيَّة ُ قلتُ إنَّ وجوهَهمْ … صُوَرٌ تُبيحُ عبادة َ الأصنامِ

رَاحُوا نَشَاوَى لِلِّقَاءِ كَأَنَّهُمْ … يَتعاقَرونَ عليهِ كأسَ مُدامِ

وَكَأَنَّمَا لَمْعُ الظُّبَا بِأَكُفِّهِمْ … بَرْقٌ تَأَلَّقَ مِنْ مَتُونٍ غَمَامِ

لبسوا الحديدَ على قلوبٍ مثلِهِ … بَأْساً فَشَنُّوا الَّلأْمِ فَوْقَ اللاَّمِ

لِغُلاَمِهِمْ فِي الرَّوْعِ عَزْمَة ُ شَائِبٍ … ولكَهلِهمْ فيهِ هُجومُ غُلامِ

تبِعوا الأميرَ أبا الفضائلِ فاقْتَدَوا … بِفَعَالِهِ فِي الْبَأْسِ وَالإقْدَامِ

فَلْيَهْنِكَ الظَّفَرُ الَّذِي لَوْلاَكَ مَا … خطرَتْ بَشائرُهُ على الأوهامِ

فَتحٌ جعلْتَ به العِدى أُحدوثَة ً … تَبْقَى مَدَى الأَحْقَابِ وَالأَعْوَامِ

إنّي لأَعجَبُ والكُماة ُ عَوابسٌ … من وجهِكَ المُتهَلِّلِ البَسّامِ

وإذا دَجى خطبٌ فرأيُكَ سافرٌ … وإذا عرى جَدبٌ فبحرُكَ طامِ

فَتَمَلَّ مَا أَوْلاَكَ سَيِّدُنَا أَمِيرُ الْـ … ـمُؤْمِنِينَ بِهِ مِنَ الإنْعَامِ

واسعَدْ بما أُتيتَهُ من رُتبة ٍ … خَصَّتْكَ بِالتَّشْرِيفِ وَالإكْرَامِ

وبخِلْعَة ٍ شهِدَتْ بأنّكَ حُزْتَ منْ … شرَفِ الخلافة ِ أوفَرَ الأَقسامِ

لاَ زِلْتَ تَرْفُلُ فِي ثِيَابِ سَعَادَة ٍ … فضْلاً وتَسحبُ ذيلَ جَدٍّ سامِ

تُخْشَى وَتُرْجَى سَيْفُ بَأْسِكَ قَاطِعٌ … بينَ الورى وسَحابُ جُودِكَ هامِ