يا غلة الأحشاء غاض المورد – محمد حسن أبو المحاسن

يا غلة الأحشاء غاض المورد … يا ازمة الأيام غاب المنجد

لا نجدة للمستغيث ولا روى … يشفي غليل حشاشة تتوقد

فل الغرار فلا فم لخطابة … عند الخطوب ولا حسام ولا يد

بكر النعي وقال قد أودى التقى … ومضى إمام المسلمين الأوحد

إن كان قد أودى التقى محمد … فلقد أصيب به النبي محمد

ذكر المنجم وهو ينعى المتقي … وصفاً لغير أبي الرضا لا يسند

فقزعت للتكذيب لكن في الحشا … قلق مخافة صدقه يتردد

ليت المنجم لم يصدق قوله … فالصدق في بعض المواطن انكد

من يستقل بحمل كل عظيمة … وبمن يلوذ الصارخ المستنجد

من للوفود وللعفاة يعمها … بشراً ووجه العام اقتم اربد

من للمنابر يرتقي اعوادها … بالبحر يطفح والفريد ينضج

يا آية الله المقدسة التي … امست إليه بها الملائك تصعد

غادرتنا والخطب داج ليله … واليوم من صبغ الحوادث اسود

فمن المدافع والاسنة شرع … والبيض تبرق والمدافع ترعد

الشرق يا شمس الهداية مظلم … مذ غاب عنه ضياؤك المتوقد

لو لم تعاجلك المنية لانجلى … عنه سحاب المغرب المتلبد

ساروا بنعشك والدموع سواجم … تهوى وافناس الجوى تتصعد

فيه السكينة والوقار وخلفه … وامامه غر الملائك حشد

ولكل عين عبرة ولكل قلب … لوعة منها يذوب الجلمد

جزع الحكيم كغيره في موطن … لا صابر فيه ولا متجلد

حملوا على الأيدي الايادي والندى … والعلم والتقوى التي لا تجحد

قل للأولى قالوا سيوجد مثله … خلو المحال فمثله لا يوجد

بعد الأئمة لم يقم برئاسة … فينا كما كان التقي محمد

للحرب والمحراب من عزماته … بطل ومنه القائم المتهجد

كانت سهام الليل من دعواته … لا تخطيء الاعداء حين تسدد

ان قلت بحر ندى فان يمينه … اسخى من البحر الخضم وأجود

أو قلت بدر هدى فان ضياءه … أهدى وأجلى للظلام وأسعد

أو قلت سيف فالسيوف كليلة … عن حد سيف الله حين يجرد

ما البدر ما الشمس المنير ما الحيا … ما البحر ما عضب الغرار مهند

ما كان الا آية قدسية … جاءت بتوحيد المهيمن تشهد

يا مخضع التيجان نهتف باسمه … فتذل تيجان الملوك وتسجد

لك آية القلم المجهز للعدى … بيض الضبا منه المداد الأسود

ان البراعة في يراعتك التي … يعنو لهيبتها المليك الأصيد

حررت بالكلم القصار معاشراً … طال العناء عليهم فاستعبدوا

بوركت من قلم جرى في انمل … بيد على الدين الحنيف لها يد

ان العراق لشاكر لك نعمة … عنها يقصّر واصف ومعدد

أنت المؤسس نهضة دينية … عربية فيها العلى والسؤدد

ما ان نهضت بقوة لكنما … من قوة الملكوت كنت تؤيد

الفت بين المسلمين مجمعاً … شملا مدى الأيام لا يتبدد

أعيى على الرؤساء قبلك أمرهم … حتى استقل بها الرئيس الأيد

كانت حياتك عزة وسعادة … فيها تعز المسلمون وتسعد

واليوم قد هدت رزيتك القوى … والله اعلم بالذي يأتي غد

لكن لنا ثقة بنيتك التي … خلصت بان طريقنا ستمهد

ونفوز باسمك بعد موتك انه … من اعظم الأسماء وهو مخلد

من عزمك الماضي طبعت صوارماً … تردى العدى مسلولة لا تغمد

اما الجنان فانها لك ازلفت … واستبشرت فيها الحسان الخرد

لكنما الدنيا عليك حزينة … حرى تقاسى غلة لا تبرد

ان غاب عن أفق الهداية نير … يهدى بساطع نوره المسترشد

فبنوه اعلام الفقاهة والتقى … وهم المصابيح التي لا تخمد

فمحمد الحبر الرضا بحر الندى … علم الهدى طود الحجى المتفرج

وشقيقه عبد الحسين إذا دجا … ليل المشاكل فهو فيه فرقد

ومحمد الحسن الزكي المجتبى … طابت عناصره وطاب المحتد

آل التقي هم الدعاة إلى الهدى … يا طالبي سبل الهدى بهم اهتدوا

جمعوا الفضائل والمناقب والعلا … والكل في جمع الفضائل مفرد

بهم عزاء للانام وسلوة … وهم ملاذ للانام ومقصد