يا صاحِ، عن بعضِ الملامة ِ أقصرِ، – جميل بثينة

يا صاحِ، عن بعضِ الملامة ِ أقصرِ، … إنّ المنى لَلِقاءُ أُمّ المِسْوَرِ

وأكنّ طارقها، على علل الكرى ، … والنجمُ، وهناً قد دنا لتغوّرِ

يستافُ رِيحَ مدامة ٍ معجونة ٍ … بذكيِّ مِسكٍ، أو سَحِيقِ العنبرِ

إني لأحفظُ غيبَكم ويسرّني، … لو تعلمينَ، بصالحٍ أن تذكري

ويكون يومٌ، لا أرى لكِ مُرسَلاً، … أو نلتقي فيه، عليّ كأشْهُر

يا ليتني ألقى المنيّة بغتة ً، … إنْ كانَ يومُ لقائكم لم يُقْدَر

أو أستطيعُ تجلّداً عن ذكركم، … فيفيقَ بعضُ صبابتي وتفكّري

لو تعلمين بما أجنُّ من الهوى ، … لعَذَرتِ، أو لظلمتِ إن لم تَعذرِي

واللهِ، ما للقلب، من علمٍ بها، … غيرُ الظنونِ وغيرُ قولِ المخبرِ

لا تحسبي أني هجرتكِ طائعاً … حَدَثٌ، لَعَمْرُكِ، رائعٌ أن تُهجري

ولتبكينّي الباكياتُ، وإنْ أبحْ، … يوماً، بسرِّكِ مُعلناً، لم أُعذَر

يهواكِ، ما عشتُ، الفؤادُ، فإن أمُتْ، … يتبعْ صدايَ صداكِ بين الأقبرِ

إني إليكِ، بما وعدتِ، لناظرٌ … نظرَ الفقيرِ إلى الغنيِّ المكثرِ

تقضى الديونُ، وليس ينجزُ موعداً … هذا الغريمُ لنا، وليس بمُعسِر

ما أنتِ، والوعدَ الذي تعدينني، … إلاّ كبرقِ سحابة ٍ لم تمطرِ

قلبي نصَحتُ له، فردّ نصِيحتي، … فمتى هَجرَتِيه، فمنه تَكَثَّري