يا صاحبيّ خذا للسَّيرِ أهبتهُ – الأبيوردي

يا صاحبيّ خذا للسَّيرِ أهبتهُ … فَغَيْرُنا بِمُناخِ السُّوءِ يَحْتَبِسُ

أترقدانِ وفرعُ الصُّبحِ منتشرٌ … عليكما وذماءُ اللَّيلِ مختلسُ

إنْ تَجْهَلا ما يُناجِيني الحِفاظُ بِهِ … فالرُّمحُ يعلمُ ما أبغيهِ والفرَسُ

للهِ درِّي فكمْ أسمو إلى أمدٍ … والدَّهرُ في ناظريهِ دونهُ شوسُ

أَبْغِي عُلاً رامَها جَدِّي فأَدْرَكَها … وكانَ في غمرة ِ الهيجاءِ ينغمسُ

وَفي يَديِ كَلِسانِ الأَيْمِ مُرْهَفَة ٌ … غرارها بمقيلِ الرُّوحِ ملتبسُ

في مَعْرَكٍ يَتَشَكّى النَسْرُ بِطْنَتَهُ … بِهِ، وَلِلذِئْبِ في قَتْلاهُ مُنْتَهَسُ

وَذابِلي مِنْ نَجيعِ القِرْنِ مُغْتَرِفٌ … وَمِنْ لَظَى الحِقْدِ في جَنْبَيْهِ مُقْتَبِسُ

فَأَيَّ أَرْوَعَ مِنّي نَبَهَّتْ هِمَمي … وَأَي شَأْوٍ مِنَ العَلْياءِ أَلْتَمسُ؟