أّذْكى بِقَلْبي لَوْعَة ً إذ أَوْمَضَا – الأبيوردي

أّذْكى بِقَلْبي لَوْعَة ً إذ أَوْمَضَا … بَرْقٌ أَضاءَ وَمِيضُهُ ذاتَ الأَضا

فَبَدا وقد نَشَرَ الصَّباحُ رِداءَهُ … كَالأَيْمِ ماجَ بِهِ الغَديرُ فَنَضْنَضَا

إنْ لَمْ يُصْرِّحْ بِابْتِسامِكِ جَهْرَة ً … فَلَقَدْ وَحُبِّكِ يالبُينى عَرَّضا

وَنَظَرْتُ إذْ غَفَلَ الرَّقيبُ فَراعَني … نَعَمٌ لأَهْلِكَ هامَ في وادِي الغَضَى

وَسَعَتْ لَهُ خُطَطُ العَدُوِّ بِغِلْمَة ٍ … شُوسٍ إذا ابْتَدَرُوا الوَغَى ضاقَ الفَضا

حيثُ الغَمامُ تَبَجَّسَتْ أَطباؤُهُ … وَكَسَى الحِمَى حُلَلَ الرَّبيعِ فَرَوَّضا

وَمُتَيَّمٍ شَرقَ اللِّحاظُ بِدَمْعِهِ … فَإذا استَرابَ بِهِ العواذِلُ غَمضا

هَجَرَ الكَرى قَلِقَ الجُفونِ بِهِ فَلَو … عَثَرَ الخَيالُ بِطَرْفِهِ ما غَمَّضا

وَنَصا الشَّبابَ وَعَنْ ضَميرٍ عاتِبٍ … أَعْطَى المَشيبَ قِيادَهُ لا عنْ رِضَى

إنْ ساءَهُ بِنُزُولِهِ فَهُوَ الّذي … ساءَ الأَنامَ مُخَيِّماً وَمُغَرِّضا

وَشَكا غُرابَ البَيْنِ أَسودَ حالِكاً … حَتَّى شَدا بِنَوى الأَحِبَّة ِ أَبْيَضا

وتَعَثَّرَتْ نُوبَ الزَّمانِ بِماجِدٍ … إنْ لَمْ يُقاتِلْ في النَّوائِبِ حَرَّضا

وَإذا تَنَكَّرَ مَوْرِدٌ لِمَطِيِّهِ … لم يستشفِّ بحافتيهِ العرمضا

وَانْصاعَ كَالْوحْشِيِّ سابَقِ ظِلَّهُ … وَتَقَعْقَتْ عَمَدُ الخِيامُ فَقَوَّضا

لا اسْتَنِيمُ إلى الهَوانِ، وِلايُرَى … أَمْري إلى الوَكَلِ الجِبانِ مُفوَّضا

وَأَرُدُّ طارِقَة َ اللَّيالِي إنْ عَرَتْ … بِعَزائِمي وَهيَ الصَّوارِمُ تُنْتَضى

وَأَغرَّ إنْ بَسَطَ المَرَجِّي نَحْوَهُ … كِلْتا يَدَيْهِ لِنائِلٍ لَمْ تُقْبَضا

وَلَهُ أَمائِرُ سُؤْدَدٍ، أَيِسَ العِدَا … مِنْهُ، وَأَمْرَضَ حاسِديِهِ وَأَرْمَضا

وَجهٌ يَجُولُ البِشرُ في صَفَحاتِهِ … وَيَدٌ تَنُوبُ عَنِ الحَيا إنْ بَرَّضا

أَلْقَتْ أَزِمَّتَها إليهِ هِمَّة ٌ … كانَتْ عَلى خُدَعِ الأَمانِي رَيِّضَا

وَشَكَرْتُهُ شُكْرَ المَهيضِ جَناحُهُ … نَبَتَتْ قَوادِمُ هَزَّهُنَّ لِيَنْهَضا

يامُنْعِماً بالي وَلَمْ يَكُ كاسِفاً … وَمَؤَثِّلاً مالي وَلَمْ أَكُ مُنْفِضا

أَسْرَفْتَ في الدُّنْيا عَلَيَّ: أَواهِباً … أَلبَسَتْني حُلَلًَ الغِنَى أَمْ مُقْرِضَا؟