يا إمام الهدى ويا صفوة اللَّه – عبدالغفار الأخرس

يا إمام الهدى ويا صفوة اللَّه … ويا من هدى هاه العباد

يا ابن بنت الرسول يا ابن عليٍّ … حيّ هذا النادي وهذا المنادى

قد أتينا بثوب جدّك نسعى … وأتيناك سيّدي وفّادا

فأتينا راجلين احتراماً … واحتشاماً وهيبة وانقياد

نتهادى به إليك جميعاً … وبه كانت المطايا تهادى

راميات سهم النوى عن قسيٍّ … قاطعات دكادكاً ووهادا

طالبات موسى بن جعفر فيه … وكذا القدوة الإمام الجواد

من نبيٍّ قد شَرَّف العرشَ لمّا … أن ترقّى باللَّه سَبعاً شدادا

شرف في ثياب قبر نبيّ … عَطَّرتْ في ورودها بغدادا

ومزايا الفخار أورثتموها … شرف الجد يورث الأولادا

أنتم علَّة ُ الوجود وفيكم … قد عرفنا التكوين والإيجادا

ما ركنتم إلى نفائس دنيا … ولقد كنتم بها أفرادا

وانتقلتم منها وأنتم أناس … ما اتخذتم إلاّ رضا الله زادا

ولقد قمتمُ الليالي قياماً … واكتحلتم من القيام السهادا

إن يكونوا كما أذاعوا فمن ذا … مهّد الأرض سطوة والبلادا

ومحا الشرك بالمواضي غزاة ً … وسطا سطوة الأسوة جهاداً

حيث إنّ الإله يرضى بهذا … بل بهذا من القديم أرادا

فجزيتم عن أجركم بنعيم … تتوالى الأرواح والأجسادا

وابتغيتم رضا الإلڑه ولا ز … لتمُ بعزٍّ يصاحب الآبادا

أنتم يا بني البتول أناسٌ … قد صعدتم بالفجر سبعاً شدادا

آل بيت النبيّ والسادة الطُّـ … ـهْرِ رجال لم يبرحوا أمجادا

فَضَلوا بالفضائل الخلق طرّاً … مثلما تفضلُ الظبا الأغمادا

ليس يحصي عليهم المدح منّي … ولو أنّ البحار صارت مدادا

أنتم الذخر يوم حشر ونشر … ومعاذاً إذا رأينا المعادا

كاظم الغيظ سالم الصدر عافٍ … وما هوى قطّ صدره الأحقادا

قد وقفنا لدى علاك وألـ … ـقينا إلى بابك الرفيع القيادا

مع أنَّ الذنوب قد أوثقتنا … نرتجي الوعد نختشي الإيعادا

ومددنا إلأيك أيدي محتاج … يرجّي بفضلك الأمدادا

وبكينا من الخشوع بدمع … هو طوراً وطوراً فرادى

قد وَفَدنا آل النبيَّ عليكم … زوّدونا من رفدكم إرفادا

بسواد الذنوب جئنا لنمحو … ببياض الغفران هذا السوادا

وطلبنا عفو المهيمن عنّا … وأغظنا الأعداء والإلحادا

موطن تنزل الملائك فيه … ومقام يَسُرُّ هذا الفؤادا

أيُّها الطاهر الزكيّ أغثنا … وأنِلْنا الإسعاف والإسعادا

و عليٌّ أباك يا ابن عليّ … كي ينال المنى بكم والمرادا

مستزيداً بفضلكم حيث كنتم … منهلاً ما استزيد إلاّ وزادا

فعليك السلام يا خبرة الخلق … سلامٌ يبقى ويأبى النفاذا