خليليَّ هلْ لي بعدَ أسنمة النّقا – عبدالغفار الأخرس
خليليَّ هلْ لي بعدَ أسنمة النّقا … بسَلْع إلى مَن قد هَوَيْتُ وُصولُ
فقد حال لا حال کشتياق اليهم … مراحلُ فيما بيننا ورحيل
حملتُ هواهم يا هذيم على النوى … وما كلُّ صبِّ يا هذيم حَمُول
فَصِرْت إذا لاحت لعينيَّ أرسمٌ … بدارٍ خلتْ من أهلها، وطلولُ
أكفكفتُ من عينيَّ دمعي خشية … من الواشي أنْ يدري بها فتسيل
أفي كلّ رسمٍ دارسٍ لي وقفة … تطول عليه أنَّة ٌ وعويل
وأرعى نجوم الليل وهي طوالع … إلى حين تلقى الغرب وهي أفول
لعلَّ خيالاً طارقاً منك في الكرى … فيُشفى عليلٌ أو يُبَلَّ غليل
وأرسلُ في طيّ النسيم تحيّة … إليكَ وما غير النسيم رسول
نظيرك مكحول النواظر خلقة ً … غرير غضيض الناظرين كحيل
فإن نظرتْ عيناك عيني تارة … رأيتَ سيوف الحتف كيف تصول
وما فتنة العشاق إلاّ نواظر … تصابُ قلوب عندها وعقول
عصيتُ بك العُذّال في طاعة الهوى … إذا لام جهلاً لائمٌ وعذول
وما أثقلَ القولَ الذي لامني به … وإنْ كنتُ مشتد القوى لضئيل
وليسَ يعينُ المستهام على الأسى … من الوجد إلاَّ صاحبٌ وخليل