يايومَ إسحاقَ بنَ عبدِ الملك – ابن الرومي

يايومَ إسحاقَ بنَ عبدِ الملك … لم تُبقِ لي صبراً ولم تتركْ

يايوم إسحاقَ الذي غالهُ … أيَّ حريمٍ ليَ لم تَنْتهكْ

جرَّعتني دونَ الورى ثُكلَهُ … بل كلُّهمْ في ثُكلِهِ مشتركْ

من ذا الذي لم يُبكه فقدُهُ … من حدثٍ غرّ ومن مُحتنِكْ

لمَّا أتاني نعُيهُ بغتة ً … كاد حجابُ القلبِ أن ينهتكْ

كيف عزائي عن فتى ً لا يُرى … شبيهُهُ في أيّ فجّ سُلك

كأنه في كلّ أحوالِهِ … من ذهبٍ لا شكَّ فيه سُبك

يالهف نفسي أن أرى يومَه … وأنْ أرى بيتاً له ما سُمك

يالهفَ نفسي أن أرى ماله … مقتسماً من بعدِه قد مُلك

مالُ امرىء ٍ ما كان قُفلاً له … بل كان في تفريقهِ مُنهمك

سقياً لأخلاقٍ له لا تُرى … في سوقة ِ الناسِ ولا في مَلك

أيُّ سماحٍ ضُمَّ في قبرهِ … وماءِ وجهٍ في ثراهُ سُفكِ

مضى ولم يُفتَك به إذ مضى … لكن بروحي وبجسمي فُتك

قد كان حسبي من بني آدمٍ … لو أنه عُمّرَ لي أو تُرك

ياقمراً كان إذا ما بدا … بين نجومِ الليل لم تشتبك

أصبحتُ مذ غُيّبتَ عن ناظري … كأنني في حَيرة ِ مرتبك

يرحمكَ الرحمنُ من هالك … لو تُقبَل الفدية غاليتُ بك