و ما طلب المعيشة بالتمني – علي بن أبي طالب

و ما طلب المعيشة بالتمني … وَلَكِنْ أَلْقِ دَلْوَكَ مع الدِّلاَءِ

تجئك بملئها يوماً ويوماً … تجئك بحمأة وقليل ماءِ

وَلا تَقعُد عَلى كُلِّ التَمَنّي … تَحيلُ عَلى المَقدَّرِ وَالقَضاءِ

فَإِنَّ مَقادِرَ الرَحمَنِ تَجري … بَأَرزاقِ الرِجالِ مِنَ السَماءِ

مَقدَّرَةً بِقَبضٍ أَو بِبَسطٍ … وَعَجزُ المَرءِ أَسبابُ البَلاءِ

لَنِعمَ اليَومُ يَومُ السَبتِ حَقّاً … لِصَيدٍ إِن أَرَدتَ بَلا اِمتِراءِ

وَفي الأَحَدِ البِناءِ لِأَنَّ فيهِ … تَبَدّى اللَهُ في خَلقِ السَماءِ

وَفي الإِثنَينِ إِن سافَرتَ فيهِ … سَتَظفَرُ بِالنَجاحِ وَِبالثَراءِ

وَمِن يُردِ الحِجامَةَ فَالثُلاثا … فَفي ساعَتِهِ سَفكُ الدِماءِ

وَإِن شَرِبَ اِمرِؤٌ يَوماً دَواءً … فَنِعمَ اليَومَ يَومَ الأَربِعاءِ

وَفي يَومِ الخَميسِ قَضاءُ حاجٍ … فَفيهِ اللَهُ يَأذَنُ بِالدُعاءِ

وَفي الجُمُعاتِ تَزويجٌ وَعُرسٌ … وَلذَّاتُ الرِجالِ مَعَ النِساءِ

وَهَذا العِلمُ لا يَعلَمهُ إِلّا … نَبِيٌّ أَو وَصِيُّ الأَنبِياءِ

فَكَيفَ بِهِ أَنّي أُداوي جِراحَهُ … فَيَدوى فَلا مُلَّ الدَواءُ