ومحترس من نفسه خوف ذلة – علي بن أبي طالب

ومحترس من نفسه خوف ذلة … تَكُوْنُ عَلَيْهِ حُجَّة ً هِيَ ما هِيا

فقلص برديه وأفضى بقلبه … إلى البر والتقوى فنال الأمانيا

وَجانَبَ أَسْبَابَ السَّفاهَة ِ والخنا … عَفافا وَتَنْزِيها فَأَصْبَحَ عالِيا

وَصَانَ عَنِ الفَحْشَاءِ نَفْسا كَرِيمَة ً … أَبَتْ هِمَّة ً إِلاّ العُلى وَالمَعالِيا

تراه إذا ما طاش ذو الجهل والصبى … حليماً وقوراً صائن النفس هاديا

لَهُ حِلْمُ كَهْلٍ في صَرامَة ِ حازِمٍ … وفي العين أن أبصرت أبصرت ساهيا

يروق صفاء الماء منه بوجهه … فأصبح منه الماء في الوجه صافيا

وَمِنْ فَضْلِهِ يَرْعَى ذِماما لجِارِهِ … ويحفظ منه العهد إذ ظل راعيا

صبوراً على صرف الليالي ودرئها … كَتُوما لأِسْرارِ الضَّمِيرِ مُداريا

له همّة ٌ تعلو كل همّة ٍ … كما قَدْ عَلاَ البَدْرُ النُّجومَ الدَّرارِيا