وَمُهَفْهَفٍ كَالغُصْنِ هَزّتْهُ الصَّبا – الواواء الدمشقي

وَمُهَفْهَفٍ كَالغُصْنِ هَزّتْهُ الصَّبا … فَصَبَا إلَيهِ مِنَ الفُتونِ هَوَائِي

يوهيه حملُ وشاحهِ فتراهُ من … تَرَفِ النعيمِ يَئِنُّ في إخْفَاءِ

تدمى سوالفه إذا لاحظتها … بخفيِّ كرِّ اللَّحْظِ والإيماءِ

وكأَنَّ عقربَ صُدْغِهِ لمَّا انثنتبْ … قافٌ معلقة ٌ بعطفة ِ فاءِ

فإذا نظرتُ إلى محاسنِ وجههِ … لم يروَ من نظري إليهِ ظمائي

حازَ الجمالَ بأَسْرِهِ فكأَنَّما … قسمتْ عليه محاسنُ الأشياءِ

متبسمٌ عن لؤلؤٍ رطبٍ حكى … برداً تساقطَ من عقودِ سماءِ

تُغْنِي عَنِ التُّفاحِ حُمرة ُ خَدِّهِ … و تنوبُ ريقته عن الصهباءِ

وَيُدِيرُ عَيناً في حَديقة ِ نرجسٍ … كسوادِ بأسٍ في بياضِ رجاءِ

فَامْزُجْ بِمائِكَ خَمْرَ كأْسِكَ واسقني … فلقدْ مزجتُ مدامعي بدمائي

واشْرَبْ عَلَى زَهْرِ الرِّياضِ مُدامة ً … تَنْفي الهُمومَ بِعَاجِلِ السَّراءِ

لطفتْ فصارتْ من لطيفِ محلها … تجري مجاري الرُّوحِ في الأَعْضَاءِ

و كأنَّ مخنقة ً عليها جوهرٌ … ما بين نارٍ ركبت وهواءِ

ويظَلُّ صبَّاغُ المِزَاجِ محَكَّماً … في نَقضِ حُمرتها بأَيدي الماءِ

وَ كأنها ، وكأنَّ حاملَ كأسها ، … إذ قامَ بحلوها على الندماءِ

شمسُ الضحى رقصتْ فنقطَ وجهها … بدرُ الدجى بكواكبِ الجوزاءِ