ومن علقت بالصالح الملك كفه – أسامة بن منقذ

ومن علقت بالصالح الملك كفه … فَليس له دُونَ العُلاَ والغِنَى شَرْطُ

ومن دُونِه، إن رابَ خطبٌ، ذوابلٌ … وبيض وجرد لا القتادة والخرط

أبارَتْ جُدودِي مذ عَلِقتُ بحبلِه … وكان لها في خطب عَشوائِها له

له نائل يسري إلى كل آمل … ”إذا جيرة ٌ سيموا النّوالَ فلم يُنطُوا“

على كل وجه نضرة من نواله … وفي كلِّ جيدٍ من صنائِعه قُرطْ

وكم أمل جعد أتى اليأس دونه … تلقاه من إنعامه نائل سبط

وكنتُ أرجِّى منه ما دونَه الغِنَى … إذا ما غَدا في كفِّه الرّفعُ والحطُّ

فلما ورى زند المعالي بكفه … وقال نداه للوفود ألا حطوا

نأَتْ بِي اللَّياليِ عنه، لكنَّ جُودَه … أتَاني، ولم يَحجِزُه نأيٌ ولا شَطُّ

كذا الغيث يسري طالباً كل طالب … فكُّل له من فيضِ وابله قِسطُ

وإنعامه كالشمس يغشى ضياؤها … لمن زَاغَ، أو حاذَاه من أفقها خَطُّ

فأنزَرُ حَظِّى من مواهبه الغِنَى … وأيسرُ تخويلي العشيرة ُ والرَّهطُ

حباني نفوساً لا نفيساً من اللهى … ونولني ما لم ينل ملك قط

وماالنَّاسُ إلاَّ اڑلُ رُزِّيكَ؛ إنّهُم … هُم الَّذادة ُ الشُبَّانُ، والسّادة ُ الشُّمطُ

بنو الحرب في يوم الوغى وبنو الندى … إذا ما بلادُ النّاس جرَّدها القحطُ

إذا مَا احْتبْوا فالراسياتُ رجاحة ً … وإن ركبوا فالأسدُ هيجتْ، لها نَحطُ

لهم جبلٌ، لا زعزعَ الخطبُ ركنَه … به تُؤْمَنُ الأحداثُ والميتَة ُ العَبْطُ

أقرَّ الورَى أن ليس كُفئاً لمُلكِه … سواه فقد زال التنافس والغبط

فلا زالت الأقدارُ تجرِي بأمرِه … وفي يدِه حَلُّ الممالكِ والَّربطُ

هي البدر لكن الثريا لها قرط … ومِن أنجُمِ الجوزاءِ في نحرِها سمطُ

مشَتْ، وعليهَا للغمامِ ظَلائِلٌ … تظل ومن نسج الربيع لها بسط

تَؤُمُّ صريعاً في الرِّحَالِ كأَنَّه … من السقم والأيدي تقلبه خط

فما اخضَرَّ تُربُ الأرضِ إلا لأَنَّها … عليه إذا زارت بأقدامها تخطو

ولا طابَ نشرُ الروضِ إلا لأَنَّه … يصدُّ كما صدَّت، ويعطُو، كما تَعطُو

من البيضِ مثلَ الصُّبحِ، ما للظَّلامِ في … محاسنها لولا ذوائبها قسط

إلى العَربِ الأمحَاض يعزَى قبِيلُها … وقد ضمها في الحسن مع يوسف سبط

ولما غدت كالعاج زين صدرها … بِحُقَّين منه، قد أجادهما الخَرطُ

وأرسل فوق الخد صدغ مكلل … كما انساب في الرّوضاتِ حيّاتُها الرُّقطُ

ذوائب زار الخصر منهن فاحم … تَحَدَّرَ، لا جَعدُ الَّنباتِ، ولا سَبطُ

ينافي سنا الكافور إن مشطت به … ويُخفي سوادَ المِسك، فهو لهَا و

لمَّا نأت عنَّا على كلِّ حَالة ٍ … تساوى الرضا والسخط والقرب والشحط

فأذكرنا ذاك البعاد معاشراً … نأوا فكأنا ما لقيناهم قط

وألقَوْا، وقد شطُّوا، فؤادَ مُحِّبهم … إلى بحر شوق ما للجته شط

وليس تشق السفن أمواجه ولا … بساحلهِ للعيِس رفعٌ ولا حطُّ

أأحبَابَنا بالشَّام، عفتُم جوارَنا … فجاوركم في أرضها الخوف والقحط

وما كان بعد النيل والنيل زاخراً … بمصر ليغنى عنكم ذلك الخط

وقد عشتم فيها زماناً فما اعترى … رضاكم بها لولا تخوفكم سخط

وكنتم لنا دون الأقارب أسرة ً … ونحن لكم من دون رهطكم رهط

وإنا أُناسٌ، ليس يَبرحُ جَارُنا … يحكَّمُ في الأُموالِ منَّا، فيشْتَطُّ

ويمتاحنا زوارنا فكأنما … غدا لهم شرط علينا ولا شرط

ويُصبِحُ بَسطُ الكفِّ بالمَالِ عندنا … وكلُّ مليكٍ عندَه القبضُ والبسطُ

وتخرق شرق الأرض والغرب خيلنا … عليهَا الشَّبابُ المردُ، والجلَّة ُ الشُّمطُ

وظلماء للشهب الدراري إذا سرت … هناك مع السارين في جنحها خبط

كما أوَّلُ الفَجرينِ سَقطٌ يُسلُّ من … حشّاها، كذاك البرقُ في جوِّها سَقْطُ

سللنا بها بيض السيوف فلاح في … شبَابِ الدُّجى ، لمَّا بدَا لمعها، وخطُ

سيوف لها في كل درع وجنة … إذا ما اعتلَتْ قَدٌّ، أو اعترضت قَطُّ

ذَخَرْنَا سُطاهَا للفَرنج؛ لأنَّها … بهم دون أهل الأرض أجدر أن تسطو

لهُمِ قِسطُهم في الحَرِبِ منها، وما لهَا … عليهم لدى الهيجاء عدل ولا قسط

وقد كاتبوا في الصلح لكن جوابهم … بحضرتنا ما ينبت الخط لا الخط

سطور خيول لا تغب ديارهم … لها بالمَواضِي والقَنَا الشَّكلُ والنَّقطُ

وحرب لها الأرواح زاهقة لما … تعاين والأصوات من دهش لغط

إذا أرسلتْ فَرعاً من النقْعِ فاحِما … أثيثاً فأسنان الرماح لها مشط

كأن القنا فيها أنامل حاسب … أجد بها في السرعة الجمع واللقط

رددنا بها ابن الفنش عنا وإنما … يُثَبِّتُه في سَرجه الشَّدُّ والربْطُ

فقولُوا لنورِ الدّين: ليس لجَائِف الجِرَ … احاتِ إلاّ الكيُّ في الطّبِّ والبَطُّ

وحسم أصول الداء أولى لعاقل … لبيبٍ، إذا استولَى على المُدنفِ الخلطُ

فَدعْ عنكَ ميلاً للفَرنج وهُدنَة ً … بها أبداً يُخطِى سواهم، ولم يُخْطُوا

تَأمَّلْ، فكَم شرطٍ شرطتَ عليهمُ … قديماً، وكم غَدْرٍ به نُقِضَ الشَّرطُ

وشَمِّر، فإنّا قد أَعنَّا بكلِّ مَا … سألتَ، وجَهِّزنا الجيوش، ولن يُبطُوا

ودُونَكَ، مجَدَ الدّينِ، عذراءَ، زفَّها … إليك الوفاء المحض والكرم السبط

هديا تهادى بين حسن وفائنا … وإنعامنا ذا التاج زان وذا القرط

على أنها تشتط إن هي ساجلت … أجيرة َ قلبي، إن تَدانوا وإن شطُّوا

كلمات: المنتظر

ألحان: طلال مداح