وشامخ من الجبال أقود – المتنبي

وشامِخٍ مِنَ الجِبالِ أقْوَدِ … فَرْدٍ كيأفُوخِ البَعِيرِ الأصْيَدِ

يُسارُ مِنْ مَضِيقِهِ والجَلْمَدِ … في مِثْلِ مَتْنِ المَسَدِ المُعَقَّدِ

زُرْناهُ للأمْرِ الذي لم يُعْهَدِ … للصّيْدِ والنّزْهَةِ والتّمَرُّدِ

بكُلِّ مَسْقيِّ الدّماءِ أسْوَدِ … مُعاوِدٍ مُقَوَّدٍ مُقَلَّدِ

بكُلّ نابٍ ذَرِبٍ مُحَدَّدِ … عَلى حِفافَيْ حَنَكٍ كالمِبْرَدِ

كَطالِبِ الثّأرِ وإنْ لم يَحْقِدِ … يَقْتُلُ ما يَقْتُلُهُ ولا يَدِي

يَنْشُدُ من ذا الخِشْفِ ما لم يَفقِدِ … فَثَارَ من أخضَرَ مَمْطُورٍ نَدِ

كأنّهُ بَدْءُ عِذارِ الأمْرَدِ … فلَمْ يكَدْ إلاّ لحَتْفٍ يَهتَدي

ولم يَقَعْ إلاّ عَلى بَطْنِ يَدِ … فَلَمْ يَدَعْ للشّاعِرِ المُجَوِّدِ

وَصْفاً لَهُ عِندَ الأميرِ الأمْجَدِ … المَلِكِ القَرْمِ أبي مُحَمّدِ

ألقانِصِ الأبْطالَ بالمُهَنّدِ … ذي النِّعَمِ الغُرّ البَوادي العُوّدِ

إذا أرَدْتُ عَدّها لم تُعْدَدِ … وإنْ ذكَرْتُ فَضْلَهُ لم يَنْفَدِ