وحرف كجفن السيف أدرك نقيها – الفرزدق

وَحَرْفٍ كجَفنِ السّيْفِ أدرَكَ نِقيَها … وَرَاءَ الذي يُخشَى وَجيِفُ التّنائِفِ

قَصَدْتَ بها للغَوْرِ حَتى أنَخْتَها … إلى منكِرِ النّكْرَاءِ للحَقّ عارِفِ

تَزِلُّ جُلُوسُ الرّحْلِ عن مُتماحِلٍ … من الصُّلبِ دامٍ من عَضِيضِ الظلائِفِ

وكَمْ خَبطَتْ نَعلاً بخُفٍّ وَمَنْسِمٍ … تُدَهْدي بهِ صُمّ الجلاميدِ رَاعِفِ

فَلَوْلا تَراخَيهنّ بي، بَعدَما دَنَتْ … بِكَفِّيَ أسْبَابُ المَنَايا الدّوَالِفِ

لَكُنْتُ كَظَبْيٍ أدْرَكَتْهُ حِبَالَةٌ … وَقَد كانَ يخشَى الظبيّ إحدى الكَفائِفِ

أرَى الله قَد أعطى ابنَ عاتكَة الذي … لَهُ الدِّينُ أمسَى مُستَقيمَ السّوالِفِ

تُقَى الله والحُكمَ الذي لَيسَ مثلُهُ … ورَأفَة مَهدِيٍّ على النّاسِ عاطِفِ

وَلا جارَ بعْدَ الله خَيرٌ مِن الّذِي … وَضَعْتُ إلى أبْوَابِهِ رَحْل خائِفِ

إلى خَيْرِ جَارٍ مُسْتَجارٍ بحَبْلِهِ، … وَأوْفَاهُ حَبْلاً للطّرِيدِ المُشَارِفِ

عَلى هُوّةِ المَوْتِ التي إنْ تَقاذَفَتْ … بِهِ قَذَفَتْهُ في بَعِيدِ النّفانِفِ

فَلابَأس أنّي قَدْ أخَذْتُ بعُرْوَةٍ … هيَ العُرْوَةُ الوُثقَى لخَيرِ الحَلائِفِ

أتَى دُونَ ما أخشَى بكَفِّيَ مِنهُما … حَيا النّاسِ وَالأقْدارُ ذاتُ المَتالِفِ

فَطامَنَ نَفْسِي بَعْدَما نَشَزَتْ بِهِ … ليَخْرُجَ تَنْزَاءُ القُلُوبِ الرّوَاجِفِ

وَرَدّ الّذي كادُوا وَما أزمَعُوا لَهُ … عَليّ وما قَدْ نَمّقُوا في الصّحائِفِ

لَدَى مَلِكٍ وابنِ المُلُوكِ، كَأنّهُ … تَمَامُ بُدُورٍ ضَوْءُهُ غَيرُ كَاسِفِ

أبُوهُ أبُو العاصِي وَحَرْبٌ تَلاقَيا … إلَيْهِ بِمَجْدِ الأكْرَمِينَ الغَطارِفِ

هُمُ مَنَعُوني مِنْ زِيادٍ وَغَيْرِهِ، … بِأيْدٍ طِوَالٍ أمّنَتْ كُلَّ خَائِفِ

وكمْ من يَدٍ عندي لكُمْ كان فَضْلُها … عَليّ لكُمْ يا آلَ مَرْوَانَ ضَاعِفِ

فمِنهُنّ أنْ قَدْ كُنتُ مِثْلَ حَمامةٍ … حَرَاماً، وكم من نابِ غَضْبَانَ صَارِفِ

رَدَدْتُ عَلَيْهِ الغَيظَ تحتَ ضُلُوعِهِ … فأصْبَحَ مِنهُ المَوْتُ تحتَ الشّرَاسِفِ