وجدنا خزاعيا أسنة مازن – الفرزدق

وَجَدْنَا خُزاعِيّاً أسِنّةَ مَازِنٍ، … وَمِنها إذا هابَ الكُماةُ جَسُورُها

على ما يهَابُ القَوْمُ من عاجِلِ القِرَى … إذا احمَرّ من نَفْخَ الصَّبَا زَمهَرِيرُها

وَهُمْ يَوْم وَلّى أسلَمٌ ظَهرَهُ القَنا … وَفَرّ، وَشَرُّ النّاسِ بأساً فَرُورُها

وَهُمْ يَوْمَ عَبّادِ بنِ أخضَرَ بالقَنَا … وَبالهِنْدوَانِيّاتِ بِيضاً ذُكُورُها

أبَوْا أنْ يَفِرّوا يَوْمَ كُرّ عَلَيْهِمُ، … وَلا يَقْتُلُ الأبْطَالَ إلاّ كَرُورُها

جَلَوْا بالعَوَالي وَالسّيُوفِ غِشاوَةً، … يكادُ مِنَ الإظْلامِ يَعَشى بَصِيرُها

وَهُمْ أنْزَلُوا هِنْداً مَنازِلَ لمْ تكُنْ … لَهُمْ قَبْلَهَا إلاّ مَصِيراً تَصِيرُها

وَدارَتْ رَحى الأبطالِ في حَوْمة الوَغى … وَأظْهَرَ أنْيَابَ الحُرُوبِ هَرِيرُها

وَهُمْ رَجَعُوا لابنِ المُعَكْبَرِ ذَوْدَهُ … وَقد كانَ عَنها قد تَوَلّى مُجِيرُها

وَهُمْ صَدّقُوا رُؤيا بُرَيْقَةَ إذْ رَأتْ … غَيابَةَ مَوْتٍ، مُسْتَهِلاًّ مَطيرُها

فكَذّبَهَا مِنْ قَوْمِهَا كُلُّ خَائِنٍ، … وَقَدْ جَاءَهُمْ بالحَقّ عَنهمْ نذيرُها

فَما راعَهُمْ إلاّ أسِنّةُ مَازنٍ … يُدِيرُ قَنَاهَا، بالأكفّ، مُدِيرُها

وَخَيْلٌ تَنَادَى بِالمَنَايَا إلَيْهُمُ، … وَآساَدُ غِيلٍ لا يُبِلّ عَقِيرُها