هَجَرتني ظُلماً لتحميلِ واشِ – ابن الرومي

هَجَرتني ظُلماً لتحميلِ واشِ … وأطالتْ بهجرها إيحاشي

هيَّجتْ لي ضدين ماءً وناراً … دمعَ عيني يَهْمي ولوعة َ جاشي

ما أرادَ الوشاة منِّي أراني ال … له بالسُّقم والضنى كلَّ واشي

نفّروا من هَويتُه ربما أب … صرهُ نحو خَلَّتي ذا انحياش

رُبّ يوم روّيتُ عينيّ منهُ … وعرُوقي من ريقهِ ومُشاشي

لي مُدَلَّجٍ في الصدودِ ليالٍ … ليس نومي فيهنَّ غير غشاش

وفؤادٌ مُضنًى وشوقٌ قديمٌ … وهوى كامنٌ وسُقميَ فاش

عدِّ من ذِكرهِ وسِمْ نَفْطويه … بقوافٍ من الهجاء فواشِ

سائراتٍ في الأرض شرقاً وغرباً … فاغدُ للإثمِ آمناً غير خاش

لا تخفْ مأثماً بشتمك إيْ … ياه ولو جِئتَ غاية الإفحاش

عِلجُ سوءٍ يهشُّ للحادر العب … لِ العظيم الجرْدانِ أيَّ اهتشاش

يدعي العقل والزكانة والعل … مَ ويُضحي من أطيش الطياش

لو بشاشٍ أضحتْ عظام الفياشي … لغدا الوغدُ سائراً نحو شاش

وإذا ما تكلم القردُ في النح … و وَحَفَتْهُ عُصبة الأوخاش

قال منه القفا وقد خافَ لطماً … رَبّ سلِّم من الأكُف الغواشي

كم رأينا الأكفَّ جادتْ قفاه … برذاذٍ من وقعها ورشاش

وهو فيما دعا إلى صفعه بال … يد والرِّجل دائمُ الإنكماش

ويك يا واسطيُّ فاسمع مقالي … ونصيحي فلستُ بالغشَّاش

لك أنثى تَزيفُ في كل عُشٍّ … وتَغدَّى في سائرِ الأعشاش

ولك الزّقُّ والحِضانُ وتحظى … هي حقَّاً بلذة ِ الإفتراش

ثم تهدي إليك يا نَفْطويه … فرْخَها صاغراً بحُكمِ الفِراش

هاك خُذها من شاعرٍ ذي بيانٍ … عن مخَازيك أيَّما نبَّاش

لم يَقُل مثلها النوابغُ قِدماً … لا ولا كان مِثلها للأعاشي