هَبُوني أغُضُّ إذا ما بَدَتْ – أبو الفضل بن الأحنف

هَبُوني أغُضُّ إذا ما بَدَتْ … وأمْلِكُ طَرْفي فَلا أنْظُرُ

فكَيفَ استتِاري إذا ما الدّموعُ … نَطَقنَ فبُحْنَ بما أُضْمِرُ

فَيا مَن سُرُوري بهِ شِقْوَة ٌ … ومَنْ صَفُو عَيشي بهِ بَكْدُرُ

لَعَلّكَ جَرَّبْتَني بالصّدُو … دِ عمداً لتَنظُرَ هل أُقْصِرُ

فَلا تُكْذَبَنّ فإنّ السُّلـ … وّ للقَلبِ مَوْعِدُهُ المَحِشَرُ

وأشْهَدُ أنّكَ بي واثِقٌ … وإن كُنتَ تُظْهِرُ ما تُظْهِرُ

وأنّكَ تَعرِفُني بالوَفَاءِ … وسَترِ الحديثِ ولا تُنكِرُ

ولكِنْ تجَنّيْتَ لمّا مَلِلْتَ … فأنشأتَ تَذكُرُ ما تَذكُرُ

تعتَّبتَ تطلبُ ما أستحقُّ … به الهجرَ منكَ ولا تقدرُ

وماذا يَضرُّكَ من شُهْرَتي … إذا كانَ سرُّكَ لا يُشهَرُ

أمِنِّي تخافُ انتشارَ الحديثِ … وحَظّيَ من صَوْنِهِ أوْفَرُ

ولو لم يكُن فيّ بُقيا عليكَ … نظرتُ لنفسي كما تنظرُ

إذا كنتَ تحذرُني في الرّضا … وتزعُمُ أنّيَ لا أستُرُ

فما لَكَ تَهجُرُني ظالِماً … وتُغضِبُني ثمّ لا تَحذَرُ

ولو أنني كُنتُ مِن صخرة ٍ … إذاً ما صبرتُ كما تَصْبِرُ