أظاعنونَ فنبكي أم مقيمونا؟ – أبو الفضل بن الأحنف

أظاعنونَ فنبكي أم مقيمونا؟ … إنّ لفي غفلة ٍ عمّا تريدونا

أنكَرْتُ من وُدّكم ما كنتُ أعرِفُهُ … ما أنتمُ لي كما كننتم تكونونا

لا سَيّءٌ عِندَكُمْ يُغني وَلا حَسنٌ … فالمحسنون سواءٌ والمسيئونا

هل تُنكِرُونَ وُقُوفي عندَ دارِكُمُ … نِصْفَ النّهارِ وأهلُ الدّارِ هادُونَا

نشكو الظَّماءَ وما نشكوه عن عطشٍ … لكن لغلَّة ِ قلبٍ بات محزونا

إن كان يَنفعُكُمْ ما تَصْنَعُونَ بنا … وسَرَّكُمْ طولُ ما نَلقى فزيدُونَا

يا فوزُ ما ملّني حقّاً رسولكمُ … حتى مللتم وما كنتم تملّونا

وَلا استَخَفّ بأمرٍ لي أُعَظِّمُهُ … حتى رآكم بأمري تستخفّونا

لوْ كنتُ أشكو إلى قوْمٍ قَتَلتُ لهُمْ … نفساً لظلّوا لما أشكوه يبكونا

وأنتُمُ أهلَ ودّي قد شُغِفتُ بكُمْ … تَبلَى عظامي وأنتُمْ لا تُبالُونَا

كأنّني والهوى في الأرض يطردني … من قوْمِ موسَى الأُلى كانوا يَتيهونَا

وما مررتُ بقومٍ في مجالسهم … إلاّ سمعتهم فينا يخوضونا

وقد أمنّا على أسرارنا نفراً … كانوا كأولاد يعقوبٍ يخونونا

وَيحَ المُحبّينَ ما أشقى جُدودَهُمُ … إن كان مثلُ الذي بي بالمحبّينا

يشقون في هذه الدّنيا بعشقهمُ … لا يُدرِكُونَ به دُنيا ولا دِينَا

يَرِقُّ قَلبي لأهلِ العِشْقِ أنّهُمُ … إذا رأوني وما ألفى يرقونا

أبكي ومِثلي بَكَى مِن حُبّ جارِيَة ٍ … لم يَجعَلِ الله لي في قَلبِها لِينَا

يا فوْزُ كم من ذوي ضِغْنٍ رَأيتُهُمُ … ينهون عنك ولكن لا يطاعونا

وَلا نُبالِيهِمُ، إذْ قدْ وَثِقتِ بِنا، … أيُكثِرُونَ كَلاماً أمْ يُقِلّونَا