هو النصر والتمكين أدرك طالبه – ابن دارج القسطلي

هو النصر والتمكين أدرك طالبه … ولاحت وشيكا بالسعود كواكبه

وبشر بالفتح المبين افتتاحه … وأحرزت الصنع الجليل عواقبه

وسلطان عز في أرومة مفخر … تعالت على زهر النجوم مراتبه

وجود تناهى في الخلائق وانتهت … إلى حاتم في الأكرمين مناسبه

تقضت رجاء الراغبين سجاله … وعمت كما عم الغمام مواهبه

وملجأ أمن المستضام ومعقل … كفى الدهر حتى ما تنوب نوائبه

وسيف محلى بالمكارم جفنه … معودة نصر الإله مضاربه

إذا سله دين الهدى بكر الردى … لديه يراعي أمره ويراقبه

تخيره الرحمن من سرو حمير … فناضل عنه باتك الحد قاضبه

مخلدة في الصالحين سماته … وباقيه في العالمين مناقبه

حسام الإمام المصطفى وسنانه … ومفزعه في المشكلات وحاجبه

هو القدر المحتوم من ذا يرده … وسلطان رب العرش من ذا يغالبه

سما لعميد المشركين بعزمة … تداعت لها أركانه وجوانبه

وشيعته يا ابن الكرام بجحفل … سواء عليه خرقه وسباسبه

يكاثر أعداد الحصى بكماته … وتعتد أضعاف النجوم قواضبه

لهام كسا أرض الفضاء بجمعه … وفاضت على شمس النهار ذوائبه

نهضت به والجو بالنقع مفعم … وأنسته والليل تسطو غياهبه

وأعلى لك القدر الجليل أمامه … لواء أضاء الشرق والغرب ثاقبه

فلما رأى غرسية أنه الردى … يقينا وأن الله لا شك غالبه

وقد جل حزب الله دون شغافه … وقد سلكت في ناظريه كتائبه

ووافاه ريح العزم يسقي ربوعه … وتنهل بالموت الزؤام سحائبه

وأبصر بحر الموت طم عبابه … وفاضت نواحيه وجاشت غواربه

وأيقن أن الله صادق وعده … وأن أماني الضلال كواذبه

وأسلمه ضنك المقام إلى التي … لها قام ناعيه وضجت نواديه

قد رابه أنصاره وكماته … وأوحشه أشياعه وأقاربه

وأخلفه الشيطان خادع وعده … وأيقن أن الله عنك محاربه

تلقاك في جيش من الذل جحفل … صورامه آماله ورغائبه

ومن قبل أحفى الرسل نحوك ضارعا … على حين أن عزت لديك مطالبه

وأعيا بآراء الترضي وزيره … وأنفذ ألفاظ التذلل كاتبه

فأعطى بكلتي راحتيه مبادرا … لأمرك مرض بالذي أنت راغبه

وأمكن حبل الرق من حر جيده … متابع عزم حيث أمرك جاذبه

فأعطيته ما لو تأخر ساعة … لزمت إلى نار الجحيم ركائبه

وأضحت سبايا المسلمين حصونه … وقد نفذت ولدانه وكواعبه

فلاك عز الملك والنصر ربه … وهنأك الصنع المتمم واهبه

وله في عبد الملك المظفر رحمهما الله تعالى … من الكامل

شهدت لك الأبطال يوم كفاحها … والحرب بين غدوها ورواحها

والبيض يوم جلائها ومضائها … والخيل في إقحامها ومراحها

ومواكب الأملاك يوم بهائها … ومشاهد السادات يوم سماحها

أن المدى يوم ارتهان سباقها … لك والمعلى يوم فوز قداحها

عقدت بمفرقك الرياسة تاجها … وكستك لبس ردائها ووشاحها

ونمتك من أملاك يعرب نبعة … تلوي الكواكب في ذرى أدواحها

آساد أغيال على مهتاجها … وبحار إنعام على ممتاحها

ومحط أرحال المنى بموارد … رحب على الوراد عذب مراحها

ومنابت العز الذي عمرت به … في الدهر شم إكامها وبطاحها

ومعاقد التيجان فوق مفارق … بهرت إياة الشمس من أوضاحها

حكمت لها مضر على ساداتها … يوم افتخار أحيحة بن جلاحها

خصت بتعليم الأذان فنوديت … في نومها بصلاحها وفلاحها

واستقرض الرحمن جنة خلده … ببتات حائطه أبو دحداحها

ومناقب أربت على خطبائها … ومآثر زادت على مداحها

فنمتك في أقيالها وملوكها … وعمرت سبل نوالها وسماحها

فلبست ثوب سنائها ووفائها … وحفظت عهد سيوفها ورماحها

فعبأت للإسلام عطفة رحمة … ألحفت أهل الأرض ظل جناحها

وتباشرت منك المنى لما دنت … بميسر الشيم الكرام متاحها

وبطشت بالإشراك بطشة قادر … بالله مجتث العدى مجتاحها

فحطمت عدة ملكها وقصمت عروة … جمعها وكفيت غرب جماحها

وقريت عليا بنبلونة عزمة … هبت عليها من مهب رياحها

وتكنفتك من السعود كواكب … طلعت بخيلك في وجوه نجاحها

والخيل تغدو في الوغى بفوارس … تخذت معاقلها ذرى أشباحها

ثم انبرى المنصور فيها قارعا … باب السماء بدعوة استفتاحها

مستنجزا تأييد ذي العرش الذي … فلق المشارق عن سنا إصباحها

فنهبت عمر حياتها وحويت رق م … حريمها وحكمت في أرواحها

فأقمت فيها للجلاد وللردى … سوقا حويت المجد في أرباحها

ورمت ظباك إليك نفس مليكها … واري زناد الخزي غير شحاحها

مسترحما لك من وقائع لم تزل … يودي بمهجتها أليم جراحها

فزعا إليك بنفس عان خاضع … بادي المقاتل للسيوف مباحها

في شيعة أمت إليك وقد رأت … أن الخضوع إليك خير سلاحها

فأجرت منه بالتعطف مهجة … وقفا مواعدها على أنواحها

وكررت خيل الله تحمل مثلها … أطلاح أسفار على أطلاحها

فصدعت أحشاء الظلام بعزمة … تسري البصائر في سنا مصباحها

والنصر يشرق في ظبى أسيافها … والفتح يلمع في ذرى أرماحها

حتى صبحت بلاد ميرو وقعة … أنحى على الإشراك سوء صباحها

لاقتك دون حصونها فكأنما … لاقت سيوفك في فضاء براحها

وأبحت منها كل مخطفة الحشا … شرق على اللبات نظم وشاحها

فجئت بلمس البعل إلا أنها … خطت رماح الخط عقد نكاحها

بيض حدتهن السيوف فأبرزت … صفحات أوجههن بيض صفاحها

يا حاجبا شمس الأقاصي والدنى … بنداه ثوب أمانها وصلاحها

اسلم ولا زالت حياتك غبطة … أبدا تدير عليك أكؤس راحها