همسك الهاني – بدر شاكر السياب

خيالك أضحى لابسا من فؤاديا … رداء موشى بالرؤى البيض حاليا

و كنت كذاك الطائر الخادع الذي … يراه رعاة البهم في المرج هاويا

فيعدون بين العشب و الزهر نحوه … و إن رعاة قاربوه طار جذلان شاديا

فما زال في إسفافه و انطلاقه … فلا هو بالنائي و لا كان دانيا

و ما زال يلهي راعيا عن قطيعه … و مزماره حتى يضل المساريا

و إنك قد أشغلتني صانك الهوى … عن الشعر لما أن تبعتك راضيا

و إن على مرآة شعري سحابة … لأنفاسك الولهى تغشى المرائيا

و إن رغب الروح انطلاقا أعاقه … صدى روحك الرخو الجناحين داعيا

و همسك ألهاني فما بت سامعا … لحون إله الشر أو بت واعيا

و قيثارتي ما شأنها و أناملي … بشعرك باتت عابثات لواهيا

ألا يتسنى يا ابنة الحب ساعة … لروحي أن ترقى النهود العواريا

فتلمح من عليائها أفق فتنة … يوافيه إشعاع من الحب زاهيا

سأهتف بالأشعار إما رأيته … و أستقبل الإلهام سهلا مواتيا

متى حومت في أفق ثغرك قبلة … يصعدها ثغري فقد زال ما بيا

و عدت لرب الشعر جذلان سامعا … حفيف جناحيه ينادي خياليا