هل يلحى في حملِ ما يلقى – ابن سهل الأندلسي

هل يلحى في حملِ ما يلقى … عذريٌّ أبدى الصبا عذرهْ

قَدْ سَرَّ الحَبيبَ أنْ أشْقَى … وأنا راضٍ بما سَرَّهْ

جُفُوني قادَتْ إلى حَيني … فَثأرِي عِنْدَ مَنْ يُطْلَبْ

دعوني أقتصَّ من عيني … بِسُهدٍ وَعَبرة ٍ تُسْكَبْ

لا عَتْبَ وإنْ لَوَى دَيْني … حبيبي ، فالشمسُ لا تعتبْ

شَمْسٌ حَلَّتْ أدْمُعي أُفْقا … فأصلى شعاعُها جمرَهْ

و بدرٌ كساني المحقا … و حازَ الكمالَ والنضرهْ

خَمْريُّ الرُّضابِ والخدِّ … دُرِّيُّ الكَلامِ والثَّغرِ

نجميُّ الضياءِ والبعدِ … روضيُّ الجَمالِ والنَّشرِ

سقيمُ اللحاظِ والودَّ … ضعيفُ العهودِ والخصرِ

سطا لحظهُ فما أبقى … وضعفُ العيونِ ذُو قُدْرَهْ

وَأحْرَى مَنْ جانَبَ الرفقا … ضعيفٌ كانَتْ لَهُ كَرَّهْ

عبدتُ الهوَى وحَرَّمْتُ … عَزَائي فَلَسْتُ بالصابِرْ

يا سحرَ الجُفونِ صدَّقتُ … إيماناً بالسِّحرِ والساحِرْ

دَعَاني مُوسَى فَآمَنْتُ … بآياتِ حُسْنِهِ الباهِرْ

مبعوثٌ قدْ أعجزَ الخلقا … بأخذ النفوسِ منْ نضرهْ

أتانا فجددَ العشقا … علينا ونحنُ في فترهْ

بَنَفْسي مَنْ تَاهَ واسْتَكبرْ … عَلى الصبِّ إذْ درى أنَّهْ

قَضِيبٌ في النَّفْسِ قَدْ أثْمَرْ … و لكنْ ثمارهُ فتنه

جرى في رضابهِ كوثرْ … و زفتْ في خدهِ الجنهْ

إنْ أبدى منْ ثغرهِ برقا … فَدَمْعي سَحابَة ٌ ثَرَّهْ

وأحْكي سميَّهُ صَعْقا … إنْ مرتْ منْ ذكرهِ خطرهْ

كَمْ قَدْ بِتُّ بَيْنَ لَيْلَينِ … من جنحالدجى ومن شعرهْ

و نجني نعيمَ زهرينِ … منْ ريحانهِ ومنْ نشرهْ

وأشدُو ما بَيْنَ سُكرينِ … من ألحاظِهِ ومِنْ خَمْرِهْ

نشقّ أثوابَ العفافْ شقا … واش فنو مجونْ بلا شهرَهْ

أو أنُّ دينِ مع هوكْ كنْ يبقى … جفونك والكاس وأبو مُرَّهْ