هز الدلال قوامها الأملودا – محمد حسن أبو المحاسن

هز الدلال قوامها الأملودا … مرحاً فاخجلت الغصون الميدا

ورنت باجفان تصيد لحاظها … وهي المهاة ضراغماً واسودا

غيداء مرهفة المعاطف تنثني … غصناً وتبسم لؤلؤاً منضودا

غصن من البلور في أوصافه … ورق النسيب تردد التغريدا

ما ان تحلت بالعقود وإنما … درر النسيب لها نظمن عقودا

قد حل عقد تصبّري وعزائمي … خصر يقل وشاحها المعقودا

اقنت ان من المدام رضابها … لما رأيت بصدغها عنقودا

تعطو بجيد علمت لفتاته … آرام وجرة كيف تثني الجيدا

فإذا بدت فهي الغزالة طلعة … أو اتلعت فهي الغزالة جيدا

هل عائد بربا زرود عيشنا … حيت شآبيب الغمام زرودا

زمن وردنا فيه منهل لذة … عذب الوصال لنا وطاب ورودا

إذا نجتلي الاقمار فيه أوجهاً … أو نجتني الأزهار فيه خدودا

ربع يرف به الاقاح مباسماً … وتميس اعطاف الغصون قدودا

وكحيلة الأجفان قاتلة الهوى … قال الجمال لمقلتيها سودا

ما كنت اخشى البيض في فتكاتها … الا إذا كانت جفوناً سودا

شمس الضحى اجتهدت لتحكي حسنها … والعجز الزم ضوءها التقليدا

تحمي سيوف لحاظها من ثغرها … ورداً ومن روض الخدود ورودا

فالعين ترعى جنة من وجنة … والقلب يصلى للجحيم وقودا

والثغر كنز الدر الا انه … اضحى بعقرب صدغها مرصودا

ملكت محاسنها القلوب فلا ترى … الا رهيناً بالغرام عميدا

ومفند لي بالصبابة ما درى … ان ليس يسمع عاشق تفنيدا

زعم الهوى غياً فبات يلومني … ومن الغواية ان اكون رشيدا

قالوا سلوت فقلت قد اخذ الهوى … مني على حفظ الغرام عهودا

وكفى بفيض مدامعي وصبابتي … وخفوق قلبي والنحول شهودا

ما كان أحسنها منازل بهجة … غازلت فيهن الحسان الغيدا

حيث الرقيب على الغرام مساعد … عون وحيث العيش كان رغيدا

ربع تضئ به الوجوه كواكباً … فيشيم منها الناظرون سعودا

عبد المجوس ضياء وجهك ضلة … لما رأوا ناراً تشب وقودا

والمسلمون رأوا جمالك آية … تنفي الشرك وتثبت التوحيدا