هذا حمى الرمل وذاك معهده – محمد حسن أبو المحاسن
هذا حمى الرمل وذاك معهده … فعج بنا نبثه ما نجده
كن مسعدي يا صاحبي فإنما … لا بد للولهان ممن يسعده
وعلل الصب باخبار الغضا … وإن يكن بين ضلوعي رقده
عهدي به يخطر في رياضه … مهفهف حلو القوام اغيده
يرنو بطرف فاتك قتيله … عز على اسد العرين قوده
سقيم جفن قد روى عن بابل … سحرا لها روت صحيحاً سنده
في ثغره الدري كنز جوهر … عقارب الاصداغ باتت ترصده
اشفق من ضم النطاق خصره … لضعفه طورا وطورا احسده
يقبل المسواك منه مبسماً … يحمي بعسّال القوام مورده
يا ناعس الاجفان سهدت فتى … كان لنيل العز قدماً سهده
يا جاحدا سفك دمي في خبّه … اقرّ خداك فكيف تجحده
لولا الهوى لاقيت مني اغلباً … مستبسلا للذل صعباً مقوده
ايدت بالحسن وسلطان الورى … عبد الحميد ربه مؤيده
أمضى سيوف الله إذ يجرّده … وانفذ السهام إذ يسدره
من عقد الله له تاج علا … أعظم بتاج ذو الجلال يعقده
قد خضعت له الملوك هيبة … فاقتاد منها كل صعب مقوده
لازال منصوراً على اعدائه … يفتك في هاماتهم مهنده
ولى علينا عادلا منتصفاً … لكل مظلوم اتى يستنجده
عبد اللطيف ذلك الشهم الذي … يسترفد التيار من يسترفده
والحاكم العدل الذي برأيه … تمهد الملك وقامت عمده
يا مدركاً شأو علا وسؤدد … يفوت سبق الطالبين أمده
طوبى لأهل كربلا فانهم … فازوا بجحجاح كريم محتده
جلوت إذا جريت ماء نهرهم … همومهم فليشكرن من يرده
وأدركتك رأفة لم يرها … من الأب الشفيق يوماً ولده
وكيف يعصيك الفرات بعدما … اصبح من فيض نداك مدده
فيا جزاك الله أوفى ما جزى … مجاهداً رضا الأله مقصده
ودمت في ارغد عيش دائم … في ظل اكناف النعيم رغده
حيتك غيداء البنان زانها … عقد بنان فكرتي تنضّده
تقول في اعذب قول رائق … شاكرة منك جميلا تحمده
اجرى لنا عبد اللطيف منهلا … كجوده ارخت ساغ مورده