نُجدِّدُ ذِكرَى عهدِكم ونُعيدُ – أحمد شوقي

نُجدِّدُ ذِكرَى عهدِكم ونُعيدُ … وندني خيالَ الأمسِ وهوَ بعيدُ

وللناسِ في الماضي بصائرُ يَهتدِي … عليهِنَّ غاوٍ، أَو يسيرُ رشيد

إذا الميْتُ لم يَكرُمْ بأَرضٍ ثناؤُهُ … تحيَّرَ فيها الحيُّ كيف يسود

ونحنُ قضاة ُ الحقِّ، نرعى قديمهُ … وإن لم يفتنا في الحقوقِ جديد

ونعلمُ أنَّا في البناءِ دعائمٌ … وأنتم أساسٌ في البناءِ وطيد

فريدُ ضحايانا كثيرٌ، وإنما … مَجالُ الضحايا أَنتَ فيه فريد

فما خلفَ ما كابدتَ في الحقِّ غاية ٌ … ولا فوقَ ما قاسيْتَ فيه مَزيد

تغرَّبْتَ عشراً أَنتَ فيهنَّ بائسٌ … وأنت بآفاقِ البلادِ شريد

تجوعُ ببلدانٍ، وتعرى بغيرها … وتَرْزَحُ تحتَ الداءِ، وهُوَ عَتيد

ألا في سبيلِ اللهِ والحقِّ طارفٌ … من المالِ لم تبخلْ به، وتليد

وَجودُكَ بعدَ المالِ بالنفسِ صابراً … إذا جزعَ المحضورُ وهوَ يجود

فلا زِلْتَ تمثالاً من الحقِّ خالصاً … على سرهِ نبني العلا، ونشيد

يعلم نشءَ الحي كيف هوى الحمى … وكيف يحامي دونهُ، ويذود