ميثاق – جمال مرسي
تهفو لكِ النبضاتُ و الخَفَّاقُ … وتطيرُ من شوقٍ لكِ الأشواقُ
يا من مَلَكتِ القلبَ منذ أسرتِهِ … واستَسلَمَت لبهائِكِ الأحداقُ
اليومَ حينَ ذَكَرتُ عيدَكِ ، عادني … عيدٌ، وعاد لغربتي الإشراقُ
رَقَصَت شموعُكِ في الحنايا و انتشى … قَلَمُ الفؤادِ و غَنَّتِ الأوراقُ
و ترنَّمَت كُلُّ الحروفِ ، كأنها … قُبَلٌ بحضرةِ فرحتي و عناقُ
كلٌ ينافسُ للخلودِ قرينَهُ … كلٌ إلى نَيلِ الرضا سبَّاقُ
يا ياسمينَ العمرِ يا كُلَّ المُنى … يا ” أم رامي ” خافقي مشتاقُ
هل تعلمينَ و أنت نورٌ في دمي … أن الحياةَ بدونِكِ الإخفاقُ ؟
ليلُ اغترابي دونَ حِضنِكِ مُوحشٌ … نارٌ يُؤَجِّجُ نارَهَا الإحراقُ
و البيتُ مُذ عَبَثَ الغيابُ بساحِهِ … أضحى كمثلِ السجنِ ليس يُطاقُ
تشكو ليَ الغُرَفُ الكئيبةُ حالَها … و يكادُ يبكي الذكرياتِ رواقُ
و بَنَفسَجي ال يا طالما رفضَ الذبو … لَ أماتَهُ يوم الرحيلِ فراقُ
قد كنتِ نِيلاً أرتوي بمذاقِهِ … واليومَ صابُ الإنتظارِ مذاقُ
عودي إليَّ فأنتِ بلسمُ حاضري … و رضابُ ثغرِكِ في اللقا ترياقُ
اليومَ أُوقِدُ في غِيابِكِ شمعةً … ترنو إليَّ و ضوءُها الإشفاقُ
قد كنتُ أطفئها و أنت بجانبي … فيشعُّ نورُ جمالِكِ الرقراقُ
يلقي على عينيَّ بُردَةَ يوسفٍ … فتضيءُ من لألائهِ الآماق
و يضوعُ عطرُ الياسمينِ إذا ابتسم … تِ فتمَّحي الآلامُ و الإرهاقُ
و اليومَ أطفئها و أنتِ بعيدةٌ … عن ناظريَّ و بيننا آفاقُ
عامٌ مضى و الحبُّ يجمعُ بيننا … و يجيءُ عامٌ و الهوى دفَّاقُ
و أظلُّ أكتبُ في الدفاترِ جملةً … ” بيني و بينكِ في الهوى ميثاقُ “