مرآة لخالدة – أدونيس

1 الموجة

خالِدهْ

شَجَنٌ تُورقُ الغصونْ

حولَه،

خالِده

سَفَرٌ يُغرقُ النّهارْ

في مياهِ العيونْ

موجةٌ علّمتْني

أنّ ضوء النّجومْ

أنّ وجهَ الغيومْ

وأنينَ الغُبارْ

زهرةً واحده…

2 تحت الماء

نمنا في ثوبِ منسوجْ

من عُنّاب الليل اللَّيلُ هَباءٌ ، والأحشاءْ

تهليلُ دمٍ ، إيقاعُ صنوجْ

وبريقُ شموسٍ تحت الماءْ.

واللّيلةُ حبلى…

3 الضياع

مَرّةٌ، ضعتُ في يديكِ، وكانَتْ

شفتي قلعةٌ تحنُّ إلى فتحٍ غريبٍ

وتعشَقُ التّطويقا.

وتقدّمت،

كانَ خصركِ سلطاناً،

وكانت يداك فاتحةَ الجيش،

وعيناكِ مخبأً وصديقاً

والتحَمْنا، ضعنا معاً، ودخلْنا

غابة النّار أرسم الخُطْوةَ الأولى إليها

وتفتحينَ الطّريقا…

4 تعب

ألتعبُ القديمُ حول البيتْ

صارت له جرارٌ

وشرْفةٌ

ينام في أكواخها، يغيبُ، كم قلقنا

عليه في أسفارِه، ركضنا

نَطوفُ حول البيتْ

نسأل كلّ عشبةٍ ، نُصلّي

نَلمحه، نصيح: كيفَ، ماذا، وأينَ؟ كلُّ ريحٍ

أتتْ

وكلّ غصن

أتى

وما أتيتْ…

5 الموت

بَعد هذي الثواني يجيءُ الزّمانُ الصّغيرْ

وتجيءُ الخطى والدروب المعادَهْ

بَعدَها تهرم البيوتُ

بعدها يُطفئُ السريرْ

نار أيّامِه ويموتُ

وتموتُ الوسادهْ.