محاولة في الصوت – أديب كمال الدين

(1)

أهي قليلة مناسبات ضياعي وهلاكي

حتّى تضيع، يا صوتي، وتهلك؟

(2)

كنتَ بلبل حنجرتي

الآن وقد حلّقتَ بعيداً بعيداً

ظهرتْ حنجرتي للعيان

قفصاً بارداً من حديد.

(3)

لا أحد يعينني

على بلواي:

صمت الأطباء

واخرست الأدوية

وارتجف الدعاءُ بين أصابعي

فقط كان دمعي على الخط

يصيح: آلو، آلو.

(4)

كلّما تعمّقتْ حفرةُ قبري أكثر فأكثر

كتبتُ شعراً أعمق فأعمق

يا للسخرية‍

(5)

انتبهوا أيها الأصدقاء

طارَ البلبل

وضحكَ الغراب.

(6)

متى تهبط ؟

أخبرني: متى تهبط ؟

أم أنه كُتِب عليّ أن أرى جسدي

يموت أمامي عضواً عضواً؟

(7)

صوتي: أيها الطائر

اهبطْ فلن أضربكَ كعبدٍ بالسوط

ولن أترككَ في عطشكَ تجود بنفسك

ولن أصرخ كما يصرخ المجانين

ولن أطلب منك الغناء دون مناسبة ولا الاحتجاج

ولا الخروج على النصّ عندما يتبلّد النص.

اهبطْ أيها الطائر

فلن أترك سوفوكليس يقلع عيون مخلوقاته

على خشبةِ دمي

ولا التوحيدي يحرق كتبه كلّ ليلة

في صحراء حلمي

ولا المعري يموت وحيداً

كما أفعل أنا

وكما تفعل أنت.