متى أرى الدهرَ قد آلت مصايرهُ – الشريف المرتضى

متى أرى الدهرَ قد آلت مصايرهُ … إلى الذي كان مألوفاً ومعهودا

كم ذا أرى كلَّ مذمومٍ ولستُ أرى … بين الورى أبدَ الأيامِ محمودا

قالتْ: أراكَ بِهَمٍّ لا تفارقُهُ … فقلتُ: همِّي لأنِّي ظَلْتُ مَجهودا

إنْ شئتَ عزاً بلا ذلٍ يطيفُ بهِ … فاقطَعْ منَ الحرصِ حَبلاً كانَ مَمدودا

خذْ كيفَ شئتَ عن الأقطار قاطبة ً … واطلبْ منَ الرِّزق مطلوبًا ومَوْجودا

فلستَ تأخذُ إلاّ ما سبقتَ بهِ … و لا تبدل بالمجدودِ مجدودا

مضى الثِّقاتُ فلا عينٌ ولا أثرٌ … وأُورِدوا من حياضِ الموتِ مَوْرودا

و اصبحوا كهشيمٍ بات في جلدٍ … بعاصفاتٍ من النكباءِ مكدودا

فما أُبالي وقد فارقْتُهُمْ غَبَنًا … شحاً من الدهرِ في نفعٍ ولا جودا

ولا أضُمُّ يَدًا منِّي بغيرِهمُ … و لا أودُّ من الأقوامِ مودودا

ولا أخافُ على مَن كان بعدَهُمُ … نَحسًا وسعدا ولا بِيضًا ولا سُودا