ما على القلب ان يهيم غراماً – محمد حسن أبو المحاسن

ما على القلب ان يهيم غراماً … عند تذكاره الفتاة الرّودا

من لمى ثغرها شفاء غليل … الصب لو تسمح الشّفاه ورودا

ان مشت فهي بانة أو تغنت … فهي ورقاء روضة تغريدا

تستخف الحليم شوقاً ووجداً … أو يعود الحليم صبّاً عميدا

أوقدت نار صبوتي وجنتاها … فهي تذكو من وجنتيها وقودا

اسرت مهجتي مليكة حسن … بعثت لي من الجمال جنودا

نصرتها جفونها بانكسار … فهي تستأسر الرّجال الصيدا

من يحاذر لقاء حمر المنايا … فليحاذر تلك الجفون السّودا

اغربت صنعة الملاحة فيها … فحوت في الملاح حسناً فريدا

فلأحداقنا حدائق حسن … تزدهي كل ناظر ان يرودا

فكأن المدام في وجنتيها … عصرت فاستعارت التوريدا

فاجتلينا الخدود منها كؤوساً … ورشفنا الكؤوس منها خدودا

هي شمس الضحى سناً وسناء … وهي ريم الفلا جفوناً وجيدا

قدها الغصن والعقود زهور … من رأى قبلها الزهور عقودا

وعلى خصرها يجول وشاح … كل قلب به اغتدى معقودا

كم غزتنا بعسكر من جمال … عقدت شعرها عليه بنودا

لطفت وجنة ورقت اديماً … وقسا قلبها فصدّت صدودا

عجباً للجمال وهو بديع … كيف اضحى من الجناس بعيدا

ارسلت وارداً من الفرع جثلا … وعقاصاً اثيثة وجعودا

وليالي الفروع وهي طوال … سهدتني شوقاً لها تسهيدا

ولكم قيدت سلاسل ذاك … الفرع من جن بالهوى تقييدا

لك يا ربة الملاحة حسن … لك يستخدم الحسان الغيدا

غرّدي بالهنا فطائر أنسي … بك قد عاد ساجعاً غرّيدا

كم أسير في الحب من غير فاد … وقتيل مضى عليه شهيدا

ما رأى المستهام بخلك الا … قال للناظرين بالدمع جودا

عللي بالوصال صبّا مشوقاً … قد حمى الشوق ناظريه الهجودا

لي دين ان كنت تقضين ديناً … لغريم أو تنجزين الوعودا

قلت للائم المفند فيها … خل عنك الملام والتفنيدا

قد عداك الهوى فبت خلياً … ورماني الهوى فبت عميدا

منية الصب ان تعود ليال … بزرود سقى الغمام زرودا

مربع كان للظباء الجوازي … ملعباً يقتنصن فيه الأسودا

كل نشوى القوام تعطف منها … نشوة الدّل بانة أملودا

حي في رامتين ملعب ريم … كان عهد المشوق فيه حميدا

حيث شمس الجمال تطلع فيه … فنرى طالع الهوى مسعودا

كم رشفنا الرحيق فيه رضاباً … وقطفنا الشقيق فيه خدودا

وخلعنا للهو فيه عذاراً … إذ لبسنا من الوصال برودا

ونسبنا كأننا قد نظمنا … من مديح الأمير درّاً نضيدا

مدحه كالنسيب يبهج لطفاً … فترى كل سامع مستعيدا

ملك قد حوى ممالك حمد … فغدا يوم حمده مشهودا

يفد الحمد والثناء عليه … ان للحمد والثناء وفودا

خلق كالزلال يصفو وبأس … باسل في العدى يذيب الحديدا

وإذا للعدو جهز جيشاً … اصبح الفتح للواء عقيدا