ما سرُّ سكانِ الحِمى بِمُذاعِ – ابن عنين

ما سرُّ سكانِ الحِمى بِمُذاعِ … عندي ولا عهدُ الهوى بِمضاع

أين الحِمى مني سقى اللهُ الحِمى … ريّاً وكان له الحفيظَ الراعي

ومنازلاً بينَ البقاعِ وراهطٍ … أكرمْ بها من أربُعٍ وبقاعِ

تلكَ المنازلُ لا منازلُ أنهجتْ … بين الكثيب الفردِ والأجراعِ

كم بات يُلهينى بها مصنوعة ُ الـ … ألحان أو مطبوعة ُ الأسجاعِ

إنسية ٌ بيضاءُ أو أيكية ٌ … ورقاءُ عاكفة ٌ على التَّرجاعِ

كحلاءُ ضاقتْ عن إِجالة ِ مرْودٍ … وجراحها في القلبِ جدُّ جراعِ

ومدامة ٍ لم يُبقِ طولُ ثَوائها … في خِدرها إِلاَّ وميضَ شُعاعِ

من كفِّ مصقولِ العوارضِ آنسٍ … يرنو بمقلة جؤذرٍ مُرتاعِ

وقفتْ عقاربُ صدغهِ في خدهِ … حيرى وباتتْ في القلوب سواعي

راضتْ خلائقهُ العقارُ وبدِّلتْ … نزقَ الصبى بموقّرٍ مطواعِ

في روضة ٍ نسجتْ وشائعَ بُرْدها … كفُّ السَّحاب وأيُّ كفّ صنَاعِ

حلَّتْ بها الجوزاءُ عِقد نطاقِها … فتباشرتْ بالخصبِ والإمراعِ

وعلا زئيرُ الليثِ في عرصاتها … ما بينَ طرْفٍ واكفٍ وذراعِ

وتدافعتْ تلك التلاعُ فأتأقتْ … غدرانها بأتيِّ ذي دفَّاعِ

فكأنّما الملكُ المعظّمُ جادها … بنوالِه المتدفقِ المُنْباعِ

الخائض الغَمَراتِ في رَهَج الوغى … والحربُ حاسرة ٌ بغيرِ قِناعِ

والقومُ بينَ مردَّعٍ بدمائهِ … ومعرّدٍ بذَمائه مُنْصاعِ

في موقفٍ ضنكٍ كريهٍ طعمهُ … حُبسَ الفوارسُ منه في جَعجاعِ

بمطهَّمٍ نهدٍ كأنَّ مرورهُ … سيلٌ تدافع من متون تلاعِ

أولقوة ٍ شغواءَ حقًّق طرفُها … من رأسِ مرقبة ٍ طلاً في قاعِ

ومهنَّدٍ يبدو على صفحاتهِ … رقراقُ ماءٍ فوق نملٍ ساعِ

ومثقّفٍ إنْ رامَ مهجة َ فارسٍ … لم تَحمها موضونة ُ الأدراعِ

فكأنَّ مُحكمة َ السوابغِ عنده … من نسجِ خرقاءَ اليدينِ لكاعِ

بجنانِ مضَّاءِ العزائمِ رأيهُ … في الحربِ غيرُ الفائلِ الضَّعضاعِ

وكأنّما يختالُ في غمراتها … والنقعُ قد ستر الدُّجى بِلِفاعِ

ليثُ الشرى في متن أَجدلَ كاسرٍ … في الأرض تسألُ عن ذوي الإدقاعِ

خُلقتْ أناملُهُ لحطم مُثقَّفٍ … ولفلَّ هنديّ وحفظِ يراعِ

ما راية ٌ رفعتْ لأبعدِ غاية ٍ … إلاّ تلقّاها بأطولَ باعِ

ملأتْ مساعيهِ الزمانُ فدهرهُ … يومانَ يومُ قرى ً ويومُ قراعِ

وشأتْ أياديهُ الغيوثُ لأنها … تبقى وتلك سريعة ُ الإِقلاعِ

وله إِذا افتخر الملوكُ مفاخرٌ … لا تُعتَلى بأبُوَّة ٍ ومَساعِ

ماأوقدتْ نارُ الكرامِ بوهدة ٍ … في المحلِ إلاَّ شَبَّها بيَفاعِ

ترجوهُ أملاكُ الزمانِ وتتّقي … سطواتُ ضرّارٍ لهم نفاّعِ

ياأيها الملكُ المعظَّمُ دعوة ً … من نازحٍ قلقِ الحشا مُرتاعِ

لا يأتلي لدوامِ ملككَ داعياً … وإِلى وَلائك في المحافِل داعي

يُهدي إِليك من الثَّناءِ ملابساً … تضفو وتصفو من قذى الأطماعِ

مصقولة َ الألفاظِ يلقاها الفتى … من كل جارجة ٍ بسمعٍ واعِ

فأبدعتَ فيما تنتحيه قأبدعتْ … فيك المدائحُ أيَّما إِبداعِ

فإلى متى أنا بالسفارِ أضيّعُ الـ … أيامَ بين الشدّ والإيضاعِ

حلفَ الرَّحالة َ والدجى فرواحلي … ما تأتلي ممعوطة َ الأنساعِ

أشبهتُ عِمراناً وأَشبهَ كلُّ منْ … جاوزتُ منزلهُ فتى زنباعِ

بَيْنا أُصَبّحُ بالسلامِ محلة ً … حتى أمسّي أهلها بوداعِ

أبدأ أرقّحُ كي أرقّعَ خلّة ً … من حالة ٍ مثل الردا المُتداعي

قسماً بما بينَ الحطيمِ إلى الصّفا … من طائف متنسكٍ أو ساعِ

إِني إِلى تقبيلِ كفكَ شيّقٌ … شوْقاً يضمُّ على جوى ً أَضلاعي