ما زلت أذكر – صباح الحكيم

ما زلت أذكر لوعتي و عذابي … لما أتوني فجأةً في بابي

قد دمروا الأحلام حتى بسمتي … صارت دموعا في سطور كتابي

فلبثت كالطير الكسير جناحه … أبكي فراق الأهل و الأحبابِ

و مشيتُ اجتاز الطريق حزينة … الحزن قوتي و الأسى أزرى بي

لونت أدراج المآقي عندما … هاج الحنين الصعب في أعصابي

ما زلت أغتبق الفراق فكأسه … مملوءة باليأس ساغ شرابي

روحي تذوب على جمار لواعجي … والليل يسقيني جليل مصابي

بدمي بقايا لوعة قد عشتها … والباقيات تعن حين إيابي

طال انتظاري و الدروب تعسرتْ … تبا لهذا الدرب قد أودى بي

بين الحنايا مرجل لأحبتي … أشتاقكم و الله يا أترابي

ماذا سأرجو من زمان فاسدٍ … لم يبق لا أهلي ولا أصحابي

إني سأعصر خمرة من أحرفي … تنساب شعرا بارد الاكواب