ما الروض جاد ثراه واكف الديم – محمد حسن أبو المحاسن
ما الروض جاد ثراه واكف الديم … ففاح طيب شذاه العاطر النسّم
وما فرائد سلك راق جوهره … للناظرين بمنسوق ومنتظم
ابهى وأحسن في سمع وفي بصر … من حسن تشطير هذا الفاضل العلم
فكلما كرّ طرفي فيه جدد لي … شوق الظما لورود السائغ الشيم
لو التقى قلت تلك الراح قد سكرت … منها العقول ولا ساق سوى القلم
نظم ترقرق مثل الغيث منسجماً … ورب نظم فصيح غير منسجم
لله در يراع في براعته … دليل فضل شريف القدر والهمم
فمن بديع معانيه البيان حلا … سحرا ومن شعره قد جاء بالحكم
مهذب يتحلى من فضائله … جيد العلاء بعقد غير منفصم
فالذكر أسير في الافاق من مثل … والعلم اشهر من نار على علم
يا راويا فضله حدّث فلا حرج … ففضله البحر يروى فيه كل ظمي
إليه قد القت الفتوى مقالدها … وما رأت غيره الأحكام من حكم
كأنما عن فم النعمان صادرة … فتواه والحق فيها غير منكتم
بثاقب الفكر يجلو كل غامضة … كالبدر يحلو سناه داجي الظلم
يا فاضلا قد رأينا من ارومته … بلا مثيل مثال الفضل والكرم
قصثيدة البردة الغراء قد لبست … برد المحاسن منسوجا من الكلم
وكم تسامى إليها بارع فرأى … طريقها غير ما سهل ولا أمم
حتى انبرت فكرة الوهاب حائرة … أسنى المواهب والالاء والنعم
فجاء بالمدح الغر التي شرفت … بجده الخير طه سيد الأمم
لا زال بحرك يلقي كل جوهرة … غراء غالية الأثمان والقيم
يضوع من أرج الأنشاد طيب شذا … فنفحة الطيب تهدى من فم لفم