ما الذي تبتغيه منك العداة – محمد حسن أبو المحاسن
ما الذي تبتغيه منك العداة … ومن الأسد في حماك حماة
طمعوا منك بالمحال فخابوا … وقصارى المطامع الهلكات
أقبلوا والرجاء طلق المحيا … ووجوه المنى لهم باسمات
وانثنوا عنك والفناء ينادي … فيهم أين يا جناة النجاة
ريثما بدل الرجاء ببأس … في قلوب طلاعها حسرات
واستطالوا ليجتنوا ثمر الفتح … فمرت عليهم الثمرات
بأساطيل خالها من رآها … انها حين تشرف الهضبات
يتمشين في ثياب جمال … هن فيه الكواعب الرافلات
من حديد ضفت دروع عليها … تتراءى كأنها حبرات
قبحت مخبرا على حسن مرأى … رب حسن حفت به آفات
فهي يوم الهياج نار جحيم … وهي في يوم سلمها جنات
سكنت جوفها ثعابين رمل … بسهام الردى لها نفثات
إذ تجول المدرعات الذواكي … كالمذاكي تبثها الحلبات
تسبق العاديات وهي جوار … غير ان الفرسان منها مشاة
تتلظى كانما في حشاها … قبسات الغرام والزفرات
وقفوا موقف النضال وصفت … سفن الحرب واستمر الرماة
لم تزل ترتمي صوالجها النار … كرات في اثرهن كرات
وبأقواس نارها ما أصابت … غرضاً بل اصيبت الراميات
تتقي الرمي بالدروع ولكن … ملوقتها دورعها السابغات
بعثت صيحة العذاب عليهم … حين صاحت قلاعنا المحكمات
اطلقوا نارهم فلم تغن شيئاً … وارتمت نارنا فكان الشتات
ذهبوا بين هارب وجريح … وغريق أودت به الغمرات
سفن اربع بخامس مارت … غرقت والرجال فيها مئات
لم يطيقوا الثبات في البحر لكن … بقرار الخضم كان الثبات
سكنوا من قرارة اليم داراً … فهنيئاً لأهلها الغرفات
لك يا اكثر الكرام ضيوفاً … كرم قد روته عنك الرواة
كل حيتانها عليك عيال … من لحوم العدا لها أقوات
ولقد زودت بخفي حنين … بعد شهر فخابت المسعاة
هدرت كالفنيق هدراً وعادت … والفتاة العذراء تلك الفتاة
تلك بكر على الفحول تسامت … وحمت خدرها المنيع الكماة
فهي ليلي بنت المهلهل عزا … وذووها الاراقم الحياة
لو سما خاطب لها بأبان … ضرجت منه أنفه الضربات
ان يمت منهم الرجاء انقطاعاً … فلك العيش بعدها والحياة
لك تاريخ مفخر يتجلى … ما تجلت نجومها النيران
خلد الذكر والثنا فهنيئاً … لك تلك المآثر الخالدات