ما استأنف القلب من أشواقه أربا – ابن القيسراني

ما استأنف القلب من أشواقه أربا … إلا استفزته آيات الهوى طربا

لله نسبة أنفاسي إلى حرقي … إذا النسيم إلى ريا الحمى انتسبا

أهكذا لم يكن في الناس ذو شجن … إلا صبا كلما هبت عليه صبا

ما أعجب الحب يدعى بأسه غزلا … جهلا به ويسمى جده لعبا

ويح الحمام أما تجتاز بارقة … إلا بكى في مغاني الدار وانتحبا

كأنه واجد وجدي بحيرتها … فكلما خطرت في قلبه وجبا

فموضع السر مني يستضيء سنا … ومنبع الماء منها يلتظي لهبا

أحبابنا عاد عيد الهم بعدكم … تباعدت داركم في الحب واقتربا

ما بال سلوة بالي لا تسركم … حتى كأن لكم في راحتي تعبا

ما خانكم جلدي إلا وفي لكم … قلب متى سمته ترك الغرام أبى

علاقة غلبت صبري فلا عجب … إن الصبابة خصم طالما غلبا

لئن علوت ملوك العصر مرتبة … فمثل ما نلته يعلو بك الرتبا

لو لم يكن شرف الأفعال معتبرا … كان الفتى مثل باقي جنسه قصبا