مابت فيك بدمع عيني أشرق – ابن نباتة المصري
مابت فيك بدمع عيني أشرق … إلا وأنت من الغزالة أشرق
يا من تحكم في الجوارح حسنه … فالقلب يؤسر والمدامع تطلق
أنفقت عيني في البكاء وحبذا … عينٌ على مرآى جمالك تنفق
وأخافني فيك العذول ومادرى … إني لجودك في الهوى أتشوق
قسماً بمن جعل الأسى بك لذة ً … والدمع راحة من يحبّ ويعشق
إن العذول هو الغني وأن من … يفني عليك حياته لموفق
لي من نصيب هواك سهمٌ وافرٌ … وسهام سحر من جفونك ترشق
يمتار من دمعي عليك ذوو البكا … فاعجب له من سائلٍ يتصدق
ولقد سقيت بكأس فيك مدامة … في غيظ لوّامي عليك فلا سقوا
وضممت من عطفيك غصن ملاحة ٍ … بالحلي يزهر والغلائل تورق
وقرأت في خديك بعد تأمل … خطًّا به حبّ القلوب معلق
ورزقت من جفنيك ما حسد الورى … حظي عليه وهو رزق ضيق
ونعمت باللذات وهي جديدة ٌ … ولبست ضوءَ الراح وهو معتّق
في ليل أفراح كأنّ هلاله … للشرب ما بين الندامى زورق
يا حبذا ليلٌ نبيع به الكرى … لكننا لا عن رضى نتفرق
حيث الشباب الى المسرة راكض … لا يستقر وطالبٌ لا يرفق
سقياً لأوقات الشبيبة إنها … أوفى لمطلب السرور وأوفق
ما سرني أنّ الكميت تحثها … نحوي السقاة وأن فودي أبلق
عني بكأسك يا نديم فإن لي … جفناً مدامعه أرقّ وأروق
زال الصبا ونأى الحبيب فعادني … أرقٌ على أرق ومثليَ يأرق
وكأنّ عيني راحة ٌ ملكية … حلف النوال بأنها لاتطبق
نشأ النوال الأفضلي فلم نسل … في الأفق هل نشأ الغمام المغدق
إن كان في الكرماء رسل سماحة ٍ … فمحمدٌ منها الأخير الأسبق
ملك أقام على حماه وذكرهُ … بالمكرمات مغرّبٌ ومشرق
ماضره والفعل فعل باهر … طلب السهى والاصل أصلٌ معرق
من أسرة تقوية حظ الأولى … يوم الفخار لقهرها أن يتقوا
النجم بعض ديارهم فلينزلوا … والنجم بعض حدودهم فليرتقوا
إن فاخروا بقديمهم لم يدفعوا … أو سابقوا بجديدهم لم يلحقوا
إن يفن ماضيهم على سنن الردى … فكأنهم ببقاء أفضلهم بقوا
الأرض واسعة بجدوى ملكهم … والعدل في أيامه متوثق
ملأت موافقة القلوب مهابة … فالقلب قبل الطرف فيها مطرق
وكأنما صور الوقوف أمامه … صور الدمى فمواثل لا تنطق
سارٍ على منهاج اسرة بيته … ترجو البرية حالتيه وتفرق
لا عيب فيه سوى عزائم قصرت … عنها الكواكب وهي بعد تحلق
وندى تتابع وفده حتى اشتكت … نفحات أنعمه الفلا والاينق
فياض سيب حين يزهى مجلس … وخضيب سيف حين يعرو فيلق
تلقاه بين مهابة ولطافة … كالسيف فيه مضاً وفيه رونق
وتراه من لمع الاسنة سافراً … كالبدر بين كواكب تتألق
حيث الغضا بين السلاح كأنه … لجّ تحقق بنده يترقرق
والطير تقربها الظبا فمن السماء … والارض تغشاه الضيوف وتطرق
يا أيها الملك المكمل فضله … وقيت من حدقٍ اليك تحدق
وبقيت للمداح تجلب عيسهم … جلباً بغير بلادكم لا ينفق
اذكرتنا زمن المؤيد لا غدت … مثواه باكية الغمام تشهّق
حتى تجربه ذيول حديقة … أكمامها بيد النسيم تفتق
علياك علياه وخلقك خلقه … فاهنأ بلبس مدائحٍ لا تخلق
وقدوم عيد كان من طرب الى … لقياك تخترق الصيام وتسبق
وبديعة كالروض الا أنها … تجلى بجارحة السماع وتعشق
نظمتها عقداً لمثل مثاله … في النظم شاب من الوليد المفرق
وتلوت قاف معوذاً من قافها … خوفاً عليه من النواظر أشفق
لا فضل لي فيها وبحرك قاذف … درر الصفات تقول للخلق انفقوا
من عش بيتك قد درجت وطار لي … في الخافقين جناح ذكرٍ يخفق
وبكم علمت من القريض صناعة … ما كنت لولاكم بها أتعلق
لكم الولا مني لأن نداكم … من كلّ حادثة ٍ له في معتق