لي نشوة من هوى وسكر – محمد حسن أبو المحاسن
لي نشوة من هوى وسكر … ولوعة من جوى وذكر
ونشوة المستهام خمر … يذكو بها في الفؤاد جمر
يا جيرة بالعقيق حيّا … ربوعكم وابل وقطر
هل عائد والمنى خداع … برامة عيشنا الاغر
أيام روض الصبا اريض … غض وغصن الشباب نضر
منادمي اهيف مليح … اغن حلو القوام غرّ
إذا بدا مائساً تثنى … غصن نقاً واستضاء بدر
يخلس لب العفيف وجداً … غنج بأجفانه وسحر
يبسم عن واضح شتيت … رضابه شهدة وخمر
تحميه من لحظه سيوف … كأنما الثغر منه ثغر
معذر فوق وجنتيه … اقيم للعاشقين عذر
بالآس قد طرزت خدود … له تفوق الشقيق حمر
فخدّه والعذار حسناً … زبرجد اخضر وتبر
وعاذل في هواه يبدي … نصحاً وبعض الملام غدر
يقول ان الهوى هوان … وليس يرضى الهوان حرّ
فقلت اخطأت ان ذلاً … في الحب عز لنا وفخر
يا من رأى مثله غزالا … قد ساور الأسد منه ذعر
أو مثل عبد المجيد شهماً … هذب طبع له ونجر
ازهر تجلى له صفات … تحكي نجوم السّماء زهر
يا بدر أفق العلى إلى كم … أنت عن العين مستسر
نشدتك الله في مشوق … ليس له في البعاد صبر
كنا اليفي هوى وود … وعيشنا بهجة وبشر
إذ نتعاطى سلاف نظم … ونقل تلك السّلاف نثر
ففرقت بيننا الليالي … ان صروف الزمان غدر
فكم جنينا ثمار أنس … حلت وما خلتها تمرّ
يا غائباً بالسّرور عني … بعدك لم الق ما يسرّ
عودك عيد لنا سعيد … عين المعالي به تقرّ