ليت القلوب على نظام واحد – ابن القيسراني
ليت القلوب على نظام واحد … ليذوق حر الوجد غير الواجد
فإلام يهوى القلب غير مساعف … بهوى ويلقى الصب غير مساعد
نمتم عن الشكوى وأرقني الجوى … يا بعد غاية ساهر من هاجد
أضللت قلبا ظل ينشد لبه … من لي بوجدان الفقيد الفاقد
ونهت مدامعي الوشاة فرابهم … شاك صبابته بطرف جامد
ولو أنهم سمعوا إلية عبرتي … في الحب لا تهموا يمين الشاهد
أشكو إليك فهل عليك غضاضة … يا ممرضي صدا لو أنك عائدي
يا من إذا ما نمت أوقع بي الكرى … غضبا لطيف خياله المتعاهد
أما الرقاد فلو يكون بصحة … ما كان ناظرك السقيم براقد
أهوى الغصون وإنما أضنى الصبا … شوق النسيم إلى القضيب المائد
ويهجيني برق الثغور وإن سما … في ناظري خلال غيث ساهد
بكرت على بالي الشباب تلومه … عدي الملامة عن حنين الفاقد
ما زال صرف الدهر يقصر همتي … حتى صرفت إلى الكرام مقاصدي
وإذا الوفود إلى الملوك تبادرت … فعلى جمال الدين وفد محامدي
فلتعلمن ظلم الحوادث انني … يممت أزهر كالشهاب الواقد
يمضي العزائم وهي غير قواطع … ما السيف إلا قوة في الساعد
باق على حك الزمان ونقده … ومن الصحيح على امتحان الناقد
يلقاك في شرف العلى متواضعا … حتى ترى المقصود مثل القاصد
وإذا دنت يمناه من مسترفد … لم تدر أيهما يمين الرافد
أمنية للمعتفي ومنية … للمعتدي وشريعة للوارد
ولع بأسهم فكره فإذا رمى … أصمى بها غرض المدى المتباعد
يتصرف المتصرفون بأمره … عن حكم أمر نافذ لا نافذ
لا تحسبوا أني انفردت بحمده … هيهات كم لمحمد من حامد
يا مسترق الماجدين بفضله … والفخر كل الفخر رق الماجد
أقلامك القدر المتاح فما جرى … إلا جرت بفواقر وفوائد
من كل أرقش مستهل ريقه … أفواه بيض أو ثغور أساود
تزجي كتائبه الكتائب تلتظي … لهبا أمام مسالم لمعاند
كم من ولي قلدته ولا ية … عقد اللواء لها ثناء العاقد
حتى إذا سلك العدو سبيلها … فعلى طريق مكامن ومكائد
تستام امثال الكلام شواردا … فتبيت عندك في حبالة صائد
تلك البلاغة ما تملك عفوها … بيديك إلا بذ جهد الجاهد
ولقد لحظت الملك منهوب الحمى … من جانبيه فكنت أول ذائد
ربيت بيت المال تربية امرئ … يحنو عليه بها حنو الوالد
اشعرت نفسك منه يأس نزاهة … ومنحت همك منه بأس مجاهد
فممالك السلطان ساكنة الحشا … من بعد ما كانت فريسة طارد
عطفت على يدك المساعي رغبة … نظرت إلى الدنيا بعين الزاهد
وثنت أعنتها إليك مناقب … يا طالما كانت نشيدة ناشد
مجد على عرش السماك وهمة … ترقى السها بجناح جد صاعد
وعلى يجوز بها المدى حسد العدى … إن العلى منصورة بالحاسد
يا حبذا هم إليك أصارني … وعزيمة تقفو رياضة قائد
أنا روضة تزهى بكل غريبة … أفرائدي من لم يفز بفرائدي
إن ساقني طلب الغنى أو شاقني … حب العلى فلقد وردت مواردي
ومتى عددت إلى نداك وسائلي … أعددت قصدي من أجل مقاصدي
حتى أعود من امتداحك حاليا … وكأنني قلدت بعض قلائدي
ما كانت الآمال تكذب موعدي … أبدا وحسن الظن عندك رائدي