لياليَ النيل واللذات ذاهبةٌ – زكي مبارك
لياليَ النيل واللذات ذاهبةٌ … وجدى عليكنّ أشجاني فأضناني
لو يرجع الدهر لي منكن واحدة … في سنتريس ويدني بعض خلاني
إذن تبين دهري كيف يرحمني … من ظلم همي ومن عدوان أحزاني
كم ليلةٍ في جوار النيل ساجيةٍ … قضيتها بين غاداتٍ وولدان
أعارضُ البدر في إشراق طلعتهِ … بأغيد مشرق الأوصال ريان
وأستبيحُ من اللذات ما رسمت … أهواءُ صبّ غوىّ القلب شيطان
وأسلم اللوم تلحاني قوارصهُ … إسراف لاه طروب الروح جذلان
وذي دلالٍ هو الدنيا وزينتها … يردى الأسود بطرف منه نعسانِ
كأنما فعل عينيه بعاشقه … فعل المدامة في أعطاف نشوان
شربتُ من ريقه راحا مشعشعة … بخالص الحب لم تمزج بسلوان
وكم حبيب براح الريق أسكرني … وكم جميلٍ بورد الخد حياني
يا موقد النار في صدرى مؤججةً … ولاهياً بين أزهار وأفنان
كيف ارتضيت عداك اللوم ما صنعت … يد الفراق بقلب المدنف العاني
ارجع إليّ فما نفسي بصابرةٍ … على نواك وما طرفى بوسنان