لهُ شُغُلٌ عنْ سؤالِ الطّلَلْ – كشاجم

لهُ شُغُلٌ عنْ سؤالِ الطّلَلْ … أقامَ الخليطُ بهِ أمْ رَحَلْ

فما تطّبيهِ لحاظُ الظّبا … تطالِعُهُ من سجوفِ الكِلَلْ

ولا تستفزّ حِجَاهُ الخُدودُ … بِمُصْفَرّة ٍ واحمرارِ الخَجَلْ

كَفَاهُ كَفَاهَ فلا تعذِلاَ … هُ كرُّ الجديدينِ كرُّ العَذَلْ

طوى الغيَّ منتشراً في ذرا … هُ تُطْفَا الصَّبَابَة ُ لمّا اشتَعَلْ

لهُ في البكاءِ على الطاهريـ … ـنَ مندوحة ٌ عن بكاءِ الغَزَلْ

فكم فيهمُ منْ هلالٍ بَدَا … قبيلَ التّمام وبدرٍ أَفَلْ

هُمُ حِجَجُ اللهِ في خلقِهِ … ويومَ المعادِ على من خَذَلْ

ومن أنزلَ اللّهُ تفضيلَهُمْ … فَرُدَّ على اللهِ ما قد نَزَلْ

فجدُّهمُ خاتمُ الأنبيا … ءِ يعرفُ ذاكَ جميعُ المِلَلْ

ووالدُهُمْ سيّدُ الأوصياءِ … وَمُعْطي الفقيرَ ومُرْدِي البَطَلْ

وَمَنْ عَلَّمَ السُّمْرَ طَعْنَ الحلى … لذي الرّوعِ والبيضَ ضربَ القُلّلْ

ولو زَالَتْ الأَرضُ يومَ الهيا … جِ من تحتِ أخمصِهِ لم يُزَلْ

وَمَنْ صَدَّ عن وَجْهِ دنياهُم … وقد لبسَتْ حَلْيَهَا والحُلَلْ

وكان إذا ما أضافوا إليـ … ـه أرفعَهُمْ رتبة ً في المَثَلْ

سماءَ اُضيفَ إليها الحَضِيضُ … وبحراً قَرَنْتَ إليهِ الوَشَلْ

بجودٍ تَعَلَّمَ منهُ السَّحابُ … وَحِلْمٍ تولَّدَ منهُ الجَبَلْ

وَكَمْ شبهة ٍ بِهُدَاهُ جَلا … وكم خطة ٍ بحجاهُ فضَلْ

وكم أطفاَ الله ُنارَ الضّلالِ … بهِ وهي ترمي الهُدَى بالشُّعَلْ

ومنْ ردّ خالقُنا شمسَهُ … عليهِ وقد جَنَحَتْ للطَّفَلْ

ولو لَمْ تَعُدْ كان في رأيهِ … وفي وَجْهِهِ من سَنَاهَا بَدَلْ

ومن ضرَبَ النّاسَ بالمرهفاتِ … على الدِّينِ ضَرْبَ عِرابِ الإبِلْ

وَتُردي الحسينَ سيوفُ الطغا … ة ِ ظمآنَ لَمْ يُطْفِ حَرّ الغُلَلْ

ثَوى عَطِشاً وتَنَالُ الرّما … حُ من دَمِهِ عَلَّها والنَّهَلْ

ولم يخسفِ اللّهُ بالظّالمينَ … ولكنّهُ لا يخافُ العَجَلْ

لقد نَشَطَتْ لعنادِ الرّسولِ … رِجَالٌ بها عن هُدَاهَا كَسَلْ

فلا بُوعِدتْ أعينٌ منْ عَمى ً … ولا عُوفِيَتْ أذرعٌ من شَللْ

نَظَارِ بأنّ بناتِ النّبـ … ـيّ السّبايا ومالَ النّبيّ النّفَلْ

غدا يتولّى الإلهَ الجِدَا … لُ إنْ كُنتمُ مِنْ رجالِ الجَدَلْ

فيعلمُ من في ظِلالِ النّعيمِ … وَمَنْ في الجحيمِ عليهِ ظلَلْ

أيا رَبِّ وَفّقْ لخيرِ المقا … لِ إنْ لَمْ أُوَفَّقْ لخيرِ العَمَلْ

ولا تَقطَعنْ أملي والرّجاءَ … فأَنتَ الرجاءُ وأنتَ الأَمَلْ