لنفسي هاد للعلا ودليل – محمد حسن أبو المحاسن

لنفسي هاد للعلا ودليل … وللعز مني صاحب وخليل

ولي همة تعلو ذرى كل باسق … وتقصر عنها الشهب وهي تطول

وامضي ولي ماض من العزم مرهف … يرد غرار السيف وهو كليل

ولي ان اقم دار المقامة منزل … ولي ان اسر نهج العلاء سبيل

عشقت فاعطيت المكارم والعلا … حشا ليس فيه للحسان غليل

وما أنا من يصبو إلى الحسن وحده … إذا لم يكن عند الجميل جميل

على انني لم اسل عمن عهدته … ولا كان لي ممن هويت بديل

فاني قبل العين حكمت في الهوى … ضميراً له رأي اغرّ اصيل

وما حلت عن عهد كريم ومبدء … قويم واخلاق الزمان تحول

وقلت لنفس بين جنبي مشيع … خذي أهبة الأيام فهي تدول

دعاني للحفاظ المرّ دعوة واثق … فلبيته والمسعدون قليل

وجرّدت دون الشعب سيفي ومقولي … وكل رقيق الشفرتين صقيل

لسان له يوم المقامة حجة … وسيف له يوم الكفاح صليل

ولست كمن لا يملك الفعل في ندى … ولا القول في ناد غداة يقول

فاسعى لقومي وهو يسعى لنفسه … واسلك نهج الحق وهو يميل

وليس سواء صادق ومخادع … وليس سواء عالم وجهول

بقومي اسمو راقياً شرف العلى … واسطو بهم يوم الوغى واصول

هم القوم اما عزهم فمشيد … تليد واما مجدهم فاثيل

شمائل كالروض الأريض تضوعت … بطيب شذاه شمأل وقبول

كرام يقيلون العثار وللردى … بظل عواليهم ذرى ومقيل