لم يُشْفَ بالدَّمْعِ عَليلُ الفِراقْ – السري الرفاء
لم يُشْفَ بالدَّمْعِ عَليلُ الفِراقْ … إذ شَيَّعَ الظَّعْنَ بِدَمْعٍ مُراقْ
سِيقَتْ لِوَشْكِ البَيْنِ أظعانُهُم … و النَّفْسُ من بينِهِمُ في السِّياقْ
صَبابَة ٌ ضاقَ بها صَدْرُه؛ … و أَدمُعٌ ضاقَتْ بهِنَّ المَآقْ
أما اشتفى الواشونَ من عاشِقٍ … يَلقَى منَ البَيْنِ الذي أنتَ لاقْ
رَمَتْهُ باللَّحْظِ عيونُ العِدا … من قبلِ أن يَحْظَى بطيبِ العِناقْ
فجالَ ماءُ الشَّوقِ في جَفْنِه … و احتَبَسَت أنفاسُه في التَّراقْ
و زائِرٍ أسعَفَني بالمُنى … زُوراًو قد هَوَّمَ حادي الرِّفاقْ
أَعَلَّني شَوْقاً إلى حُسْنِه … إذ زارَ في النَّوْمِ عَلِيلَ اشتياقْ
للهِ ما أَوثَقَ عَهْدَ الهَوى … منهو ما أضعَفَ عِقْدَ النِّطاقْ
يَنْشُرُ لي ذِكْراه نَشْرَ الصَّبا … و بارقٌ لاحَ بأعلى البُراقْ
في عارِضٍ أذهَبَ أعلامَه … بالبَرْقِحتى خِلْتَهُ في احتِراقْ
لو أنصَفَ الأعداءُ لم يَصْرِموا … لمَّا تقضَّى الودُّحبلَ النِّفاقْ
كأنَّني بالشِّعرِ ألقاهُمُ … بمثلِ وَقْعِ المُرهَفاتِ الرِّقَاقْ
في وَقْعَة ٍ ليسَ لها كاشفٌ؛ … و صَيْحَة ٍ ليسَ لها من فَواقْ
جَرى ابنُ فَهْدٍ سابقاًفي العُلى … أكفاءَهو السَّبْقُ حَظُّ العِتاقْ
فعاشَ في عَيْشٍ منيعِ الحِمى … منتشرِ الظِّلِّ فَسيحِ الرِّواقْ
و إنْ جَفا عَبْداً له واصلاً … مُعتَلِقاً بالوُدِّ أيَّ اعتِلاق
لا يترجَّى فَكَّ رقٍّو لا … يُخْشى عليه مُوبِقاتُ الإِباق
و كم أردتُ الهجرَ لكنَّني … وجدتُه مُرّاً كريهَ المَذاق
عرابدُ عندَك أُرْمَى بها … بينَ صَبوحٍ دائمٍ واغتباق
و تهمة ٌ في الشِّعْرِ من جاهلٍ … مازالَ فيه عاجزاً عن لَحاق
لقد أتاحَ الدَّهرُ لي شَقوَة ً … إذ خَصَّني منك بهذا الشِّقاق
و كلُّ أخلاقِكَ مَرضِيَّة ٌ … فما لِخُلٍّ ذَمَّها من خَلاَقْ