أُسَلِّمُ للأَيَّامِ أَم لا أُسَلِّمُ – السري الرفاء
أُسَلِّمُ للأَيَّامِ أَم لا أُسَلِّمُ … و أَحمِلُ ظُلْمَ الدَّهْرِ أَمْ أتظَلَّمُ
بَكَيتُ على شِعْرٍ أُصيبَ كما بكى … على مالكٍ لمَّا أُصيبَ مُتَمِّمُ
تَعزَّيْتُ عن نَيْلِ الثَّراءِ بِفَضْلِهِ … و ما مُعْدِمٌأثرى من الفَضْلِ مُعْدِمُ
أُجانِبُ فيه لذَّتي ومَكاسبي … و أهجُرُ فيه النَّومَو الناسُ نُوَّمُ
إذا ما المعاني أَومَضَتْ لي بُروقٌها … و ساعَدَها وَشْيُ الكَلامِ المُنَمنَمُ
رَأَيْتُ التهابَ الحَلْيِ في جِيدِ غادَة ٍ … تَرائِبُها من تَحتِهِ تَتَبَسَّمُ
نِظامٌ منَ السِّحْرِ الحلالِ مُخَيِّلٌ … لِسامِعِه أنَّ الكَواكِبَ تُنظَمُ
فَلمَّا اغتَدَى كالسَّيفِ أَخلَصَ صَيْقَلٌ … ظُباهو كالرُّمْحِ انتحاه مُقَوِّمُ
و عاذَتْ برّيَّاه النُّفوسُ كأنَّه … نَسيمٌ على أيدي الصَّبا يُتَنَسَّمُ
تَحلَّى به قَوْمٌ سِوايَفكذَّبوا … و هل يَلِدُ الشُّهْبَ اللوابج أدهَمُ
و شُنَّتْ عليه للمَجانينِ غارة ٌ … فأصبحَ نَهباً بينَهم يُتَقَسَّمُ
هي الغارَة ُ العُظمى التي بسيوفِها … أُبيحَ حِمى الآدابِو هو مُحرَّمُ
أرى الجَوْرَ قد عَمَّ الأنامَ بأَسْرِهِمْ … فلا عَدْلَ إلا للظُّبا حينَ تَحكُمُ
أَيُدْفَعُ عن حَلْيِ البَلاغَة ِ مُعْرِبٌ … و يَرْفُلُ في وَشْيِ الفَصاحة ِ أَعْجَمُ
هوَ النَّقَدُ المسلوبُ من غارَة ِ الوَغَى … و لكنَّهُ في غارَة ِ الشعرِ ضَيْغَمُ
يَفوتُ الحديدُ النَّابِ والظِّفرِ إن سَطا … فما ضَرَّه إن راحَ وهو مُقَلَّمُ
دَعُوا الأنْجُمَ الزُّهْرَ التي أَعجَزَتْكُمُ … لمَطْلِعِها ما دامَ للشعرِ أنجُمُ
و لا تُحْفِظُوا رَبَّ الحِفاظِ لأنَّه … حَلَتْ لكُمُ أخلاقُه وهو عَلْقَمُ
يَمُجُّ لكم شهدَ الكَلامِ لِسانُه … و ما مَجَّ يَوماً قبلَه الشَّهْدَ أَرقَمُ
رَدَدْتُ سِهامَ الذَّمِّ عنكم مُذَمَّماً … و بعضُ قوافي الشِّعْرِ سَهْمٌ مُسَمَّمُ
رَأيتُكُمُ مَوتَى فكَفْكَفْتُ غَربَها … و هل ناظرَ الأمواتِ حينَ تَكَلَّم
و إن تَسْأَلوني قَطرة ً من مَحاسنٍ … فحَوضيَ من ماءِ المحاسنِ مُفعَمُ